14 نوفمبر 2025
تسجيل"عندما قطع الملك فيصل مد البترول في حرب أكتوبر وقال قولته المشهورة: عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن وسنعود لهما.. ذكر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كسينجر في مذكراته أنه عندما التقى الملك فيصل في مدينة جدة عام 1973 في محاولة لإثنائه عن وقف ضخ البترول رآه متجهماً فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبة فقال له: إن طائرتي تقف هامدة في المطار بسبب نفاد الوقود فهل تأمرون جلالتكم بتموينها وأنا مستعد للدفع بالأسعار الحرة؟!.. يقول كسينجر: فلم يبتسم الملك فيصل بل رفع رأسه نحوي وقال: وأنا رجل طاعن بالسن وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية"؟!!..لربما اليوم لا تعد هذه بالحادثة المهمة التي يجب أن يتداولها الجميع بمجالسهم أو يورثها الكبار صغارهم لأن ما كان لم يعد حاصلاً الآن وما كان في السبعينيات لا يجوز إقحامه في الألفية الثالثة لا سيما وإن كل شيء تغير ولم يعد مثلما كان بخلاف شيء واحد لم يتغير وللأسف لن يتغير وهو ان فلسطين لا تزال حبيسة احتلال إسرائيلي آثم غاشم ومأسورة في نطاق المباحثات والمفاوضات التي ينتهي على إثرها الشعب ولا نسمع ان هذه المباحثات تعلن يأسها من أن تتقدم إلى الأمام ولو أنملة واحدة.. مات فيصل الذي كان يعلم بأنه يملك اكبر سلاح يكسر أنوف الأمريكيين والإسرائيليين به وكان له التأثير القوي الذي لا تملك حكوماتنا العربية اليوم القدرة على التلويح به باعتبار ان تنفيذه يعد كابوساً لدى القادة العرب ولذا فمحاولة التلويح به يمكن أن تكون خطيئة تجعل بالجميع يعتزم القيام بفريضة الحج ومحاولة الابتهال إلى الله بان يغفر الله ذنب التفكير بهذا الأمر الفظيع!!.. مات فيصل وهو يدعو الله أن يؤدي ركعتين في المسجد الأقصى لدرجة ان الوزير كسينجر لم يخف تأثره بما قيل له وهو النصراني الذي لا يعني له الأقصى شيئاً ولا يعد استرداده من القبضة اليهودية بالشيء المهم له أو لبلاده التي تعين الكيان الإسرائيلي أكثر فأكثر في بسط الهيمنة على فلسطين بأسرها.. ولا يمكن أن ننسى مشهد العالم وهو يهلل لإقرار مجلس حقوق الإنسان الدولي لتقرير جولدستون الذي يدين إسرائيل ويؤكد فعلتها الإجرامية الوحشية التي ارتكبتها في حق غزة وشعبها في أوائل شهر يناير المنصرم وكأنها بعد الاعتماد الرسمي من حقوق الإنسان ستلقى في سجون غوانتنامو المخصصة للإرهابيين ومجرمي الحرب وسيتنفس الفلسطينيون الصعداء وسيرون الشمس تشرق من جديد بعد ما يزيد على نصف قرن ظلت مختبئة خلف ضباب الإرهاب الإسرائيلي وكل ذلك كان من الأحلام البعيدة المنال.. هل لي أن أهمس في إذن كل قائد عربي وأقول "بربك ماذا فعلت بنا سياسة العرب"؟!!..ماذا بعد اعترافاتكم الهزيلة بجرم إسرائيل في اعتداءاتها الآثمة على غزة التي أرفض تسميتها بـ "الحرب" باعتبار ان مسمى الحرب يجب أن يكون بين طرفين وذاك الهجوم البربري الإسرائيلي كان هجوماً غادراً مارس فيه جنود العدوم كل فنون القتل والتعذيب الوحشي؟!.. هل كنتم تتوقعون بأنه سيرفع التقرير إلى مجلس الأمن وسيقره هذا الأخير وفجأة سيخلو العالم من الإرهاب الإسرائيلي وستغدو غزة حرة بعد حصار دام أكثر من سنتين وستضم طاولة المفاوضات ممثلين من حكومة إسرائيلية معتدلة النوايا والأفكار وسيكون كل شيء بالنصف وبحسب العقل والحق الذي سيعود لصاحبه؟!!.. هه!!..ففي السبعينيات نجح سلاح النفط واليوم سينجح لو فكرنا قليلاً بأن ما نضيعه من كرامتنا وإسلامنا ومبادئنا أكبر بكثير مما تتخوف منك أوبك أو يحذر منه وزراء النفط العرب لدينا.. أين نشيدنا الذي ألزمتمونا مكرهين ونحن صغار على حفظه وترديده بلاد العُربِ أوطاني من الشام لبغدان ِ ومن نجدٍ إلى يمن ٍ إلى مصر ٍ فتطوان ِ فلا أحدٌ يباعدنا ولا دينٌ يفرقنا لسان الضاد ِ يجمعنا بغسان ٍ وعدنان ِ؟!!.. أين أنتم من العروبة اليوم إن كان السلف الصالح مثل فيصل وجمال يعدان اليوم راحلين بينما في الحقيقة هم أحياء وسط أموات تقول شاشات التلفزة العربية فقط إنهم أحياء!!.. الحمدلله احترمت نفسي أخيراً واعتزلت التلفزيون!!..هكذا لن أخاف من رؤية الأشباح!!...اعذروني فقد كانت هلوسة فتاة عربية تعيش أسوأ أيامها!. فاصلة أخيرة: في ساعةِ الولادة امسكني الطبيب بالمقلوب لكنني صرخت فوق العادة رفضت أن أجيء للحياة بالمقلوب فردني حرا ا إلى والدتي قال لها تقبلي العزاء يا سيدتي هذا فتى موهوب مصيره في صوته مكتوب وقبل أن يغادر العيادة قبلني ثم بكى ووقع الشهادة!! "أحمد مطر"