18 نوفمبر 2025
تسجيلجلستُ معه وقرأ قصة جميلة فيها من الفوائد من كتاب "فقه السنة " للشيخ سيد سابق رحمه الله (2/ 234 )، "خطب عمرو بن حجر ملك كندة، أم إياس بنت عوف بن محلم الشيباني، ولما حان زفافها إليه خلت بها أمها أمامة بنت الحارث، فأوصتها وصية، تبين فيها أسس الحياة الزوجية السعيدة، وما يجب عليها لزوجها فقالت: أي بنية: إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليها - كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال، أي بنية: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا، فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا، واحفظي له خصالا عشرا، يكن لك ذخرا:(أما الأولى والثانية) فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.(وأما الثالثة والرابعة) فالتفقد لمواضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.(وأما الخامسة والسادسة) فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.(وأما السابعة والثامنة) فالاحتراس بماله والإرعاء (الرعاية) على حشمه (خدمه) وعياله، وملاك (عماد) الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.(وأما التاسعة والعاشرة) فلا تعصي له أمرا، ولا تفشي له سرا، فإنك إن خالفت أمره أو غرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره، ثم إياكِ والفرح بين يديه إن كان مهتما، والكآبة بين يديه إن كان فرحا ". وبعد أن انتهى من سرد هذا الكلام الطيب قلتُ له ما تعليقك على ما ورد من كلام؟ فقال: أمٌ عاقلة تحب الخير ومصلحة ابنتها وعندها بعد نظر وحكمة، فقلت له وماذا أيضاً؟ فقال: أمٌ تعرف قداسة الحياة الزوجية وقيمتها ومكانتها، وعندها خبرة بطبائع الرجال، وتساعدها على نجاح حياتها الزوجية، وأما أمهات هذا العصر، فقلت له أرجوك لا تعمم، فقال طيب، فقال: من توهم ابنتها بالرومانسية الزائفة، وما تتناقله وما تراه الأعين من مسلسلات ساقطة هابطة في حث الزوجة بعدم الاهتمام بزوجها، وتعلمها طولة اللسان والمناكفة والصراخ والخروج من البيت متى شاءت وكيف شاءت لا أحد يقف بوجهها، وبالمظاهر البراقة. وأوهموها بيوم المرأة العالمي، وختم حديثه فقال: لو كل أم أهدت هذه النصيحة وغيرها من النصائح الإيجابية لابنتها لعاشت أسرنا في أطيب حياة يسودها المودة والرحمة، " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً " فتأمل!. "ومضة "فقلت له: فنعم الأم! وأبشر ما زال هناك في مجتمعنا أمهات أمثال هذه الأم.