17 نوفمبر 2025

تسجيل

تقرير (سي إن إن) يصنف قطر مركزاً للدبلوماسية الدولية

10 نوفمبر 2020

ظهر الحق وزهق الباطل أو كاد يوم السبت 4 نوفمبر الجاري من خلال الزيارة التي قام بها وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن إلى عمان العاصمة الأردنية واجتماعه بوزراء خارجية دول عربية، من بينها الأردن ومصر وقطر، حيث جاءت مواقف معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مرة أخرى وأعلن أن إسرائيل ما كانت لتتغول لولا صمت المجتمع الدولي واستعماله لمكيالين في تقييم العدوان، وقالها للوزير الأمريكي مباشرة مما يضع هذه المواقف المشرف في خانة تعزيز قيم الثبات القطري على احترام الشرعية الدولية ونصرة الحقوق الفلسطينية في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وهذا هو طريق السلام الإقليمي والأمن العالمي كما تراه قطر. وهذا الموقف المعلن هو نفس ما طالما رفعه حضرة صاحب السمو أمير قطر حفظه الله راية للأخلاق السياسية لا تقبل المساومة تحت أي مبرر كان. ومن جهة أخرى قـال تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية: "إن دولـــة قـطـر أصـبـحـت مــرة أخـــرى فــي مـقـدمـة الدول المؤثرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، بل أصبحت مــركــزا للـدبـلـومـاسـيـة الـعـالمـيـة بفضل جـهـودهـا للتوسط في صفقات إطلاق سراح الرهائن وكذلك وساطتها لإجلاء الرعايا الأجانب من غزة". وقالت الشبكة: "إن قطر توسطت في اتفاق بـيـن إسـرائـيـل وحــمــاس ومــصــر، بالتنسيق مـع الــولايــات المـتـحـدة، لإطلاق ســراح رعـايـا أجـــانـــب ومــدنــيـيـن فـلـسـطـيـنـييـن مـصـابيـن بــجــروح خـطـيـرة مــن غــزة إلــى مــصــر، وفـقـا لمـصــادر مـطـلـعـة عـلـى المــحــادثــات، وأضـافـت نقلا عن مصادرها أن الاتفاق بشأن فتح معبر رفح وإجلاء الرعايا الاجانب منفصل عن أي مفاوضات بشأن الرهائن. وغـــادر المــئــات مــن حـامـلـي جــــوازات الـسـفـر الأجنبية غزة، بحسب مسؤولين على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي. كما بدأ مـسـتـشـفـى الـعـريـش فــي مـصـر فــي اسـتـقـبـال المصابين الفلسطينيين الذين عبروا من غزة، بحسب قناة القاهرة الإخبارية. وقــال أنــدريــاس كـريـج، الأستاذ المـشـارك في جـامـعـة (كـيـنـجـز كــولــيــدج) فــي لــنــدن وخـبـيـر الــشــؤون الـخـلـيـجـيـة: "كـانـت عـلاقـة قـطـر مع حــمــاس عـنـصـرا رئـيـسـيـا فــي إسـتـراتـيـجـيـة الـوسـاطـة، كأنما انفردت قطر بمكانة الدولة التي تربطها علاقات سليمة مع كل الأطراف وهو ما مكنها من كونها تـسـتـطـيـع الـتـحـدث إلــى كلا الجانبين بطريقة لا يستطيع أي وسيط آخر في العالم القيام بها وحافظت قطر على علاقة مع حماس بينما كانت واحدة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة فــي المـنـطـقـة. وقـالـت الـشـبـكـة الأمريكية: "في الـوقـت الحالي يبدو أن العلاقة بيـن حماس وقطر تؤتي ثمارها.. وبالإضافة إلى المدنيين الـفـلـسـطـيـنـييـن والأجانب الــذيــن سـمـح لهم بمغادرة غـزة يـوم الأربعاء، تـم إطلاق سـراح أربـع رهـائـن كـانـت حـمـاس تـحـتـجـزهـم من خلال وساطة قطرية ومصرية، وأضاف تقرير شبكة (سي أن أن):" إن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر حاسمة في هذا الوقت وبحسب الشبكة فقد جعلت العلاقة الدبلوماسية المتوازنة من قطر وسيطا ناجعا مع حماس خلال صراعاتها الراهنة مع الاحتلال، وقـــالت الشبكة: "إن قـطـر تــحــاول إيــجــاد مـكـان للدبلوماسية لإيقاف القتل العشوائي، مضيفة أن أحد أهدافها كان تأخير الهجوم الاسرائيلي داخـل غـزة. ومع ذلـك بـدأت إسرائيل عمليتها البرية الكاملة يـوم الجمعة المـاضـي، والـتـي قـال مسؤولون أمريكيون لشبكة (سي إن إن) إنها أدت إلى تعقيد الـجـهـود الـرامـيـة إلــى تـحـريـر أكـثـر مــن 200 رهينة يعتقد أن حماس تحتجزهم. وأضـــافت (سي أن أن) أن الـتـوسـط لإطلاق ســراح الـــرهـــائـــن الـــذيـــن هم لدى حــمــاس هـو وسـيـلـة مـفـيـدة لـلـدبـلـومـاسـيـة الـقـطـريـة، لأن بعض الـرهـائـن يحملون جنسيات أوروبـيـة وأمــريــكــيــة، مــمــا يـمـنـح الــعــديــد مــن الـــدول مصلحة خاصة في دعم جهود الدوحة، ومن جهته قــال (جــوســت آر. هـيـلـتـرمـان) مـديــر بـرنـامـج الــــشــــرق الأوســـــــط وشــــمــــال أفـــريـــقـــيـــا فـي مجموعة الأزمــات الـدولـيـة فـي بـروكـسـل، إن الــوســاطــة كــانــت مـنـذ فــتــرة طـويـلـة واحـــدة مــن أكـثـر المهارات التي تتمتع بها الدبلوماسية القطرية فـي إشــارة إلـى تـاريـخ الـدوحـة الطويل فــي الـتـفـاوض بـيـن اللاعـبيـن المتصارعين على الساحة الدولية. وتوسطت الدوحة في اتفاق تـاريـخـي بــن إيـــران والــولايــات المـتـحـدة في سبتمبر 2023، شهد إطلاق سراح خمسة أمريكيين مـن الـسـجـون الإيرانية. وكــان إطــلاق سـراحهم ضمن صفقة أوسـع شملت قيام الــولايــات المـتـحـدة بالإفراج عــن 6 مـلـيـارات دولار من الأموال الإيرانية المحجوزة في بنوك أمريكية وكورية، كمـا أن أدوار الوساطة فـي الملف النووي الإيراني سهلت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في أواخر عام 2022. وفـــي واحــدة مـن أبــرز جـهـود الوساطة الــتــي بــذلــتــهــا، أثــبــتــت قــطــر فــي عـــام 2021 أنـهـا حـاسـمـة فـي اجلاء الـرعـايـا الامريكيين والأجانب من أفغانستان، حيث لـم تسهل الـدوحـة السفر الآمن للأمريكيين فحسب بل عملت أيضا كقوة حماية لهم في أفغانستان. جاء هذا التصنيف في تقرير لقناة (سي أن أن) الأمريكية التي لم تشتهر منذ نشأتها بإنصاف العرب وقضيتهم المركزية الأولى فلسطين. أبرز ما يمكن التنويه به في هذه المحطة هو أن رؤية قطر كانت الأصدق والأجرأ في اجتماع عمان لأن بلينكن تمسك بمنطق نتنياهو وأعلن رفضه للإجماع العربي على ضرورة وقف القصف بل قال مبررا القصف: "لو توقف قصف غزة اليوم لاستغلت حماس الهدنة من أجل استعادة التسلح والتموقع! وبهذا المنطق الصهيوني المتوحش يتم تبرير وتمرير عملية إبادة شعب كامل تحت الاحتلال وهو حدث تاريخي غير مسبوق في القرنين العشرين والحادي والعشرين! لكن الله يريد عكس ما يريد الطغاة فقد بدأ الرأي العام العالمي وفي عقر دار أمريكا وأوروبا ينقلب على الحكومات بسبب هول ما شاهدوه على قناة الجزيرة خاصة من مشاهد جثامين الأطفال الملائكة يخرجهم أولياؤهم أو المتطوعون من تحت الأنقاض الى درجة تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بأن غزة تحولت الى مقبرة الأطفال وكذلك بدأ رؤساء فرنسا وبريطانيا وألمانيا يطالبون بإيقاف العدوان على المدنيين في غزة كأولوية إنسانية وأخلاقية وهذه المعركة أقصد معركة الحرب النفسية والشعبية خسرتها إسرائيل بدون ريب بعد عقود من كسبها بأدوات البروباغندا المعادية للاسلام والتي تمكنت من زراعة اليأس في عقول المسلمين حين أصبحوا يؤمنون "بأن جيش إسرائيل هو الأقوى وبأن مخابراتها هي الأقدر". أما مؤشرات التغير الكبير في مواقف الغرب بفضل نقل الجزيرة خاصة لما يحدث في غزة نجد إعلان حكومة بلجيكا مقاطعة منتجات إسرائيل لأنها قادمة من أرض محتلة ونجد صرخة الفزع التي أطلقتها وزيرة إسبانية ضد ما سمته تطهيرا عرقيا في غزة ثم نجد تحول بلينكن الى مواقف عقلانية في مؤتمره الصحفي الأربعاء في اليابان حين كاد يتراجع تماما عن التأييد الأعمى لإسرائيل.