06 نوفمبر 2025
تسجيلمن عليه أن يقف في وجه إيران اليوم؟!.. اسمحوا لي إن بدأت كلماتي بهذا السؤال، الذي أعلم بأنه لن يلقى إجابة شافية، باعتبار أن الحكومات الخليجية هي من يجب أن تجيب على هذا الاستفسار، وهي مَن عليها أن تكون صادقة وصريحة أمامه!.. فالأحداث المتسارعة في سوريا الأبية ـ اليوم ـ باتت تكشف كل يوم قناعاً عن وجوه إيران الكثيرة، وترمي كل لحظة طوبة من صرح هذه الدولة المتعملق، وسط المنطقة، لا سيما الخليجية منها، مما يؤذن بانهياره قريباً بإذن الله على الأقل، لحكوماتنا التي لاتزال تعطي أماناً لإيران، التي نجدها أيضاً عدوَّنا الأول في حربنا في اليمن، لأنها تمثل في الحقيقة الحوثيين بوجههم البشع، بينما الشعوب تعرف ـ حق المعرفة ـ أن هذا الجار لم يكن جاراً مثالياً، ولم يحفظ يوماً من حقوق الجيرة شيئاً، رغم محاولات الحكومات تجميل صورته وتوثيق علاقاتها به من خلال الاتفاقيات التجارية، والدبلوماسية أكثر وأكثر.. واليوم ينفضح هذا الجار غير العزيز ـ أبداً ـ من خلال دوره غير الأخلاقي وغير المسؤول في قضية سوريا، التي عرَّت الجميع، وأسقطت أوراق التوت البالية المخرقة، التي احتمى خلفها الكثير من الحكومات الخليجية والعربية والدولية عموماً، حينما أظهرت وبصورة مريعة من يقف بجانب الإنسانية والحرية والحياة، ومن تلبَّس قناع الغدر والقتل، والوقوف بجانب الباطل ضد الحق، ومن ناهض ثورة سوريا "المباركة" ضد حكم آل الأسد الأوغاد الظالمين، ويزود ـ حتى الآن ـ قوات بشار بالعدة والعتاد والمال والرجال ليقتل شعباً أعزل، لم يرد ـ يوماً ـ غير المضي في المطالبة بحقوقه، وتأتي إيران التي باركت ثورات الربيع العربي، لاسيما في الجانب الإفريقي من العالم، لتخالف موقفها هذا، وتقف بوجه هذا الشعب، وتسهم وبكل صفاقة، ووقاحة، ووحشية، في قتله بأبشع الطرق، ويسجل تاريخنا العربي هدر الدم العربي على يد دولة صفوية، تساعد العلويين الطائفيين في عمليات الإبادة هذه!.. فمًن عليه أن يوقف إيران ويعيدها لحدودها، التي يجب أن تلتزم بها بل وتفهم بأن اللحم العربي عصي عليها.. أو هكذا آمل طبعاً؟!.. ورغم أن الجميع سيعطي إجابات عدة لسؤالي هذا، إلا أن إجابتي التي لن تتغير، هي: أن الحكومات الخليجية هي مَن عليها أن تـُحجّم إيران من أن تطغى أحلامها في المنطقة على الواقع، الذي يجب أن يؤكد لها ولأذنابها؛ أن الخليج العربي الذي يحال في أحلامها لخليج فارسي، باقِ وسيبقى عربياً، وأن يدها الطولى في سوريا يجب أن تقطع، لأنها باتت حرباً طائفية بفضل تدخلات إيران، وحزب الشيطان في الوقوف بجانب بشار، بل والمساهمة الفعلية والإرهابية في قتل الأطفال والنساء، واختيار المدن السورية التي يسكنها أغلبية سنة، للولوج إليها وذبح الصغار، وتعليق مشانقهم على جدران البيوت، قبل أن يطول إرهابهم هذا الكبار أيضاً!.. مِن حقنا أن تتحرك هذه الحكومات لوقف النزيف السوري، من خلال كبح إرهاب إيران وحزب الشيطان الذي ـ للأسف ـ لم يَلقَ أي ردع يذكر في البيان الختامي، لاجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في الجامعة العربية، وكأن ما يحدث ـ ولايزال ـ من استباحة دماء الأبرياء السوريين، يدخل ضمن الحسابات العربية التي دارت رحاها قبل إعلان البيان، حيث اعترضت بعض الدول العربية على تضمين اسم حزب الشيطان، وإدانته، والإفصاح بهذه الإدانة في البيان، الذي كنا ننتظر فيه تصريحاً عربياً صريحاً، بإدانة هذا الحزب المخادع، الذي أعلن عبر لسان كبيره: أنهم يقاتلون بآلاف من عناصره ضمن قوات بشار الآثمة، وتقتل الصغار والشيوخ والنساء في القصير الصابرة، التي سقط آخر معاقلها بيدهم، ولاتزال رحى القتال دائرة بين الجيش الحر الصامد، الذي لم ينصفه بيان الوزراء الخارجية العرب في ضرورة تسليحه وتزويده بالمال، لمواجهة الطاغية بشار؛ قاتل الأطفال والأرامل، وبين قوات بشار وإيران وحزب الشيطان، وكأن تصريح البيان بإدانة هذا الحزب سيجعله يتوقف عن مساندته لبشار، ويسحب عناصره ويعود كما كان، ويحاول أن يعيد للأذهان سمعته الأولى، والتي خدعتنا جميعاً باعتباره حزب مقاومة إسلامياً، قادراً على ترهيب من كنا نظنه العدو الوحيد لنا، وهو إسرائيل، فإذا بنا أمام أعداء لا يحصون، وأتت ثورة سوريا "المباركة" لتكشفهم لنا ـ على الأقل ـ نحن الشعوب، الذين نسأل متى تتيقن حكوماتنا بما نعيه نحن جيداً، وتكابر هي في الاعتراف به فعلياً، ولذا يجب على الحكومات ـ وتحديداً الخليجية منها ـ أن تعيد النظر في علاقاتها مع إيران، وتستنكر موقف الحكومة اللبنانية، التي جاء على لسان وزير خارجيتها بالتبرير المضحك لحزب الشيطان، في أنه أرسل عناصره للقصير السورية لحماية الشيعة ليس أكثر!.. فأي عقول تصدق هذا الهراء، وأي حكومات خليجية وعربية عليها أن تقف اليوم موقف الساكت الصامت، رغم الغضب المستعر في قلوب الشعوب، التي لا تملك من أمرها شيئاً للأسف؟!.. وثقوا بأنني أقولها بحرقة.. للأسف!فاصلة أخيرة:لم أعد أملك أي كلمة من (الكلمات) بحقِّكِ يا سوريا.. لأنني نظرت إليكِ فإذا (الكلـ...مات) فيكِ!