تميم بن حمد ولبّيكِ يا صنعاء

كعادة أهل قطر حكومة وشعبا، لبى الجيش القطري نداء الواجب تجاه إخوتنا في اليمن الشقيق لإعادة الشرعية ونشر الامن والسلام في ربوع هذا البلد، الذي يعاني التشرد والفوضى وانعدام الأمن في ظل غياب السلطة واحتلال أراضيه من قبل فئة ضالة استحلت الأرض بين عشية وضحاها، وبدعم من ايران ومن ساندها من قوى التوسع والتسلط في دول المنطقة، لنشر الطائفية والمذهبية وبخطط مدروسة وممنهجة!!. وقد كانت وما زالت قطر "كعبة المضيوم" فمنذ عهد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الذي ارسى قواعد الامن والوئام على ارض قطر، ووحد شبه جزيرتها منذ ما يقارب 140 سنة، اصبحت قطر اليوم من الدول القليلة التي أسهمت وبكل قوة في مساندة الدول العربية والاسلامية الضعيفة منها، لتحريرها من الطغيان والاستبداد ولإحلال الامن والسلام فيها مع الاجتهاد قدر الإمكان على مساندتها ماديا ومعنويا لنشر العدالة الاجتماعية بين هذه الشعوب المظلومة. ومنذ اندلاع الثورات العربية في المجتمعات الثائرة على الظلم في ديسمبر 2010، بداية من تونس، مرورا بمصر وليبيا والعراق واليمن وغيرها.. كانت قطر من اوائل الدول التي اعلنت مساندتها لشعوب هذه الدول صراحة، لا تلميحاً.. بقيادة سمو الأمير الوالد سابقاً ومن بعده سمو أمير البلاد المفدى حالياً.الجيش القطري وجنودنا البواسل كانوا ـ كذلك ـ اول من لبى النداء بالأمس لتحرير الكويت سنة 1990 م، واليوم يأتي لتحرير "اليمن السعيد" من براثن الحوثيين، ومن يساندهم لإعادة الشرعية لهذا البلد المنكوب، والذي ستتحرر اراضيه بأكملها في القريب العاجل بفضل من الله عز وجل، وبفضل القيادة الحكيمة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، ومن ساندهم في قوات التحالف لتحرير اليمن السعيد.وقد أكد سمو الأمير في أكثر من مناسبة وحدة الامة العربية.. ودفاعه عن شعوبها على الدوام، ومن ذلك قوله في افتتاح مجلس الشورى سنة 2014 م دفاعاً عن وحدة اليمن:إن وحدة واستقرار اليمن الشقيق أمر بالغ الأهمية، ليس لليمن فحسب، بل للمنطقة بأسرها، ولذا فإننا نناشد جميع القوى السياسية في اليمن، تجنيب الشعب اليمني مزيدا من الانقسام والمعاناة، والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، واتفاقية السلام، والشراكة، حتى تتحقّق للشعب اليمني الشقيق تطلعاته المشروعة في الأمن، والاستقرار.وأضاف سموه:لقد خرج شباب اليمن ضد النظام القديم في تحدٍ واضحٍ لأسلوب العنف المسلح، ورفضوا التعصب الطائفي والقبلي. وجسّد هؤلاء صورةً مشرقة لمستقبل اليمن، كما فعل غيرهم من الشباب في ميادين المدن العربية، ورغم كلِّ من حاولوا إغراقَ أحلامِ هؤلاء الشباب بالدماء، ما زلنا نرى فيهم الأمل والمستقبل لأوطانهم ولأمتهم. ومن القصائد النبطية في حب الوطن هذه الابيات الرائعة للشاعر حمد بن غانم العلي المعاضيد، التي يرددها العامة هذه الأيام:شيخنا يا شيخنا / مدّها يا (بو حمد)الوعد ذاك الوعد / مع شباب ضوانهاابشر بجمع شهد / كلّ عود مع ولدجمعنا ليمن حضر / شيبها وشبّانهاتعجبك بفعولها / وا نشد اللي قد شهدفي ربى (الخفجي) ثنوا / وبالوغى شجعانهاوالحزم يومه احتزم / بالخليج (ابو فهد)واحتزم (ابو حمد) / واحتزمنا شانهانارد حياضه كما / كلّ حايم قد وردكلّ عود مع ولد / لابسين اكفانهابشّروا اربوعنا / بشروهم بالسعدوالخصم ليمن جنى / باحته ولدانهافوق هبّات تـزر / تعجبك وقت الهددبالثرى أسد الضرى / وبالسما عقبانهانجخنا ليمن دوا / كنّ ضربات الرعدحسّها ليمن قبع / من صفق نيرانهالي اعتزا (ابو حمد) / ما عذرنا من قعـددون دين الله ودون / الوطن عطرانها** في الختام:نذكر أحد الدروس التي تعلمناها من التاريخ القديم، عندما هب الخليفة "المعتصم" لنجدة امرأة عربية، حيث كان السبب الرئيسي لمعركة عمورية الشهيرة، هو رد كرامة امرأة عربية تدعى "شراة العلوية" حسب المصادر العربية وبسبب هجوم الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس الذي يسمى في المصادر العربية توفيل بن ميخائيل، الذي حكم فيما بين (٢١٤هـ ـ ٢٢٧هـ) الموافق (829 م ـ 842 م) على ثغري ملطية (في تركيا حاليًا) وزبطرة في العام السابق للمعركة وقيامه بتخريبهما وأسر الكثير من النساء، فساء هذا المعتصمَ وقرر الأخذ بالثأر.. والتاريخ يعيد نفسه مع "معركة الخفجي " لتحرير الكويت بقيادة الجيش القطري سنة 1990 م، حتى تم تحريرها سنة 1991 م، واليوم نحن في عام 2015 م حيث يستعد الجيش القطري بقيادة جنودنا البواسل لتحرير "صنعاء"، سدد الله رميهم ونصرهم على اعدائهم.كلمة أخيرة:سيظل تميم بن حمد.. أحد رموز الغيرة والكرامة العربية، حتى تنال الشعوب المظلومة حريتها وحقوقها المسلوبة كاملة.