15 نوفمبر 2025
تسجيلمنذ أكثر من عقد تنبّأ المهتمون بعالم الكتابة والنشر، بانحسار المطبوع الورقي لصالح وسائل النشر الإلكتروني، ومنذ ذلك الحين ووسائط النشر الجديدة تحقق نموّاً متسارعاً، لإتاحة ظروف قراءة مريحة لزبائنها من خلال تحسين شروط القراءة، وقاربت عالم الكتاب في آخر مخترعاتها؛ الحاسوب اللوحي المتاح في الأسواق، وما سماه أحد النقاد الشاشة الخامسة. بعد السينما والتلفزيون والكومبيوتر والهاتف والجوّال. من هنا تأتي أهمية النشر الإلكتروني التي باتت الماعون البديل لكثير من كبريات الصحف العالمية بعد أن أعلنت إفلاسها، والرديف لمعظم الصحف والمجلات الورقية ليتيح قراءات أكثر، ولتسهل عملية أرشفة النسخ المتتالية. تأتي خطوة الجسرة الثقافية الجديدة، في موقعها الذي يشرف عليه الكاتب تيسير النجار في إتاحة نصوص يومية للقراء، في حين تطلّ من القوائم المنسدلة للصفحة أبواب المجلة القديمة: أما قبل، إضاءات فكرية، ملف العدد، النصوص الإبداعية..الخ. لعبت الجسرة دوراً واضحاً في التعريف بالمشهد الثقافي في دولة قطر كنادٍ ثقافي اجتماعي أنشئ في العام 1960، وكمجلة ثقافية رصينة أواخر التسعينيات من القرن الماضي، قدّمت كثيراً من التجارب الإبداعية القطريّة للقارئ العربي، وقدّمت في الوقت نفسه التجارب الإبداعية العربية والعالمية إلى القارئ القطري. وكان للنشاط اللافت للأستاذ محمد عصفور ومشرف التحرير الدكتور مراد مبروك الأثر الكبير في دفع النشاط الثقافي في قطر إلى الأمام، في الوقت الذي توقفت فيه واحدة من أشهر المجلات الثقافية عن الصدور، وهي مجلة الدوحة، ناهيك عن جهود كثير من المبدعين القطريين كالكاتب والناقد الدكتور حسن رشيد. لقد احتفت الجسرة بمثقفي الدوحة وبضيوفها، وكان ملتقى الأصدقاء أمسيات الأربعاء، في النادي الذي استضاف قامات العرب المبدعة في مجالات الفنون جميعها، وفي الجسرة تعرفت إلى مثقفي المدينة وأدبائها، وكان هذا التعارف جسراً لعلاقات صداقة متينة. ورغم انتقال المكان أكثر من مرة، وارتباك النشاطات ومنها توقف المجلة فترة من الزمن، إلا أن مكانة الجسرة ظلت في قلوب المثقفين، كمركز إشعاع ثقافي على الرغم ولادة كثير المراكز الثقافية، وكمجلة ثقافية أيضاً. وفي التجربة الجديدة للمجلة في ثوبها الإلكتروني نأمل لها أن تحقق قفزة في عالم النشر الافتراضي، وأن تكون رافداً لا بديلاً للطبعة الورقية التي سجلت حضوراً في عالم المطبوعات الثقافية العربية، وأن تتحول إلى مجلة شهرية لتكون صوت المبدع القطري في الوطن العربي، وصوت المبدع العربي في قطر.