09 نوفمبر 2025
تسجيلدموع ودماء، جرحى وثكلى شيوخا وأطفالا ونساء، مستشفيات تعج برائحة الموت، وشوارع قد تعطرت بالدماء، ومنازل قد تحولت لركام يحمل بين أحجاره كل الماضي والحاضر والمستقبل .شباب في عمر الزهور لم تمنعهم قوة آلة عدوهم من مواجهته بأجسادهم المجردة، وبأحجار بيوتهم المهدمة وبما تطاله أيديهم الجريئة من أسلحة، ونساء يشاركن الرجال في القتال دفاعاً عن النفس والأرض والدين .ملاحم تشهدها أرض غزة الصامدة تسطرها الدماء الزكية والأرواح الطاهرة لشعب لم يعرف عنه إلا البسالة والقوة والإصرار، فالضربة التي لا تقتله تزيده قوة وعزماً على مواصلة الطريق، لأنه يؤمن أن الله تعالى حق ووعده حق، وقد وعد سبحانه بأن ينصر عباده ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وقال عز من قائل (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) .فلتصبروا ولتصمدوا يأهل غزة الأبية، فما النصر إلا صبر ساعة، ولئن فاتكم العيد والأفراح غابت عن قلوبكم المكلومة ففي الجنة أعيادكم أجمل، ولئن فقدتم أحبابكم فهناك لقياهم، لقيا لا فراق بعدها، ولئن تعبتم من طول الانتظار ففرج الله تعالى قريب، ووعده محقق لا محالة، فكل عام وأنتم بخير وكل عام ونحن إلى الله أقرب.