05 نوفمبر 2025
تسجيلكان حقا اختيار فنان العرب محمد عبده لإحياء آخر ليالي الدورة الـ13 لمهرجان موازين "إيقاعات العالم" هو حسن ومسك ختام تلك الحفلات التي شارك فيها نجوم عالميون، إضافة لعدد من نجومنا العرب الذين ازدانت بهم منصات النهضة والسويسي ومسرح محمد الخامس وغيرها في العاصمة الرباط على مدى أيام وليالي المهرجان. وأتوقف قليلا عند كلام محمد عبده في حواراته الصحفية والإعلامية، ربما كانت ملاحظتي الأولى صراحته المتناهية وصدقه في أقواله التي أغضبت البعض، وكان يعلم ذلك، إلا أنه كان يصر على رأيه ولا يغيره، وهناك أمثلة على ذلك حينما قال رأيه في عبدالحليم حافظ في منتصف السبعينيات من كونه كمحمد عبده أفضل من حليم، لأنه مطرب وملحن، بينما حليم مطرب فقط، وكنت شاهد عيان على ذلك أيامها وحاضرا لتلك المعركة الفنية، حتى أنني اقترحت على محمد عبده أن يكون ضيفا لبرنامج النادي الدولي بالتلفزيون المصري، وكنت أحد معديه، فوافق وقال رأيه الذي دفع ضريبته وثمنه باهظا أيامها من الهجوم الذي تلقاه والدعاوى القضائية التي واجهته. ملاحظة أخرى في صراحته ما قاله عن كاظم الساهر وكذلك رأيه في المطربة أحلام، وتميزها عن غيرها من مطربات الخليج. لم يترك محمد عبده سؤالا إلا وأجاب عنه وتلقى بصدر رحب كل ما وجه إليه من تساؤلات وأسئلة حاول أن يكون حاضرا كما يغني في كل مقالة، وكان يأخذ فترة قد تستغرق ثانية ليجيب بعمق وروية وحتى لا يقع في المحظور كما حدث حينما دفع ثمن أقواله التي أغضبت البعض. محمد أيضاً أجاب بذكاء عن كيف حافظ على القمة وتصدر المشهد الغنائي منذ أن بدأ مشواره الغنائي في الستينيات حتى الآن وهو الذي يعطي بزخم ويبدع في توهج. من صراحته التي توقفت عندها أيضاً هو تأكيده بأن المال الآن يلعب دورا كبيرا في مساندة الفن والفنان، وضرب مثالا بأن الفنان في اليمن لا يمكنه أن يسطع في اليمن مثلما سيلمع إذا غنى في بلد غني وثري ويصرف على الفن. وأشار إلى فناني المكسيك الذين يلمعون في أمريكا، حيث يوجد صناع الفن والمال، مؤكداً أن الفن أصبح صناعة ولا يمكن أن ننكر ذلك..شكرا لمحمد عبده ولصراحته وشكرا للقائمين على إدارة موازين، الذين جعلونا نعيش الاستمتاع بكافة أطياف الفن الشرقي والغربي ولهم مني كل التحية.