13 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); استغل النظام السوري المجرم تعثر المفاوضات حول الأزمة السورية في جنيف والصمت الدولي وقام بفرض حصاره على مدينة حلب وباشر قصفها محاولا السيطرة عليها وحسم الحرب لصالحه. منذ أيام قليلة قالت مجلة نيويورك تايمز إن بوتين خدع الغرب مجددا عندما أعلن سحب قواته من سوريا وقالت إن العكس هو الذي حدث وأن موسكو قد أرسلت مزيدا من القوات إلى سوريا لدعم نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين ومجاميع الميليشيات التابعة لها لحسم الحرب في حلب والسيطرة عليها، وأنها "تقوم حاليا بتحريك قوات مدفعية نحو الشمال السوري لمساعدة نظام بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين في شن هجوم بري واسع على حلب وريفها" وهو الأمر الذي سيترتب عليه نزوح نحو 400 ألف سوري في اتجاه الحدود التركية. ويبدو أن النظام وحليفيه روسيا وإيران يعلمون أن الاتفاق الأمريكي ـ الروسي مجرد وهم ويستغلون الصمت الدولي ودي ميستورا وجنيف والموقف الأمريكي المتردد والمتخاذل لكسب الوقت وقلب ميزان القوى تماما على الأرض ويشجعهم على ذلك غياب أي قوة رادعة لهم وإمعانا في الخداع والكذب زعمت وسائل الإعلام الروسية في وقت سابق أن المعارضة هي التي تقصف حلب والمدنيين وتلحق الدمار بمرافقها ومستشفياتها والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو لماذا تصر روسيا بعد كل هذا الوقت على دعم الأسد ومشاركته في مجازره؟صحف أجنبية عديدة أجابت هذا الأسبوع عن هذا السؤال فصحيفة نيويورك تايمز قالت بأن بوتين يفعل ذلك لسببين أولهما أن موسكو تريد بوجودها حول العالم أن تبعث برسالة مفادها أنها قوة عالمية كما تريد استخدام نفوذها في سوريا لتأمين موقف قوي في المفاوضات مع الغرب على مسائل أخرى مثل أوكرانيا بينما قالت صحيفة دي فيلت الألمانية إن الرئيس فلاديمير بوتين يفعل ذلك ليحرر روسيا من عزلتها ويجعل الولايات المتحدة بحاجة إلى الجلوس إلى مائدة المفاوضات، و"أن أشباح الثورات الملونة التي وقعت في جورجيا 2003 وأوكرانيا 2004 وجمهوريات آسيا الوسطى وما حدث في الشيشان تطارده في منامه"، واستطردت وقالت "وفقا لمنطق بوتين إذا نجحت عملية الإطاحة بالأسد فمن المحتمل أن تنجح ثورة في روسيا نفسها"، فما يجري في سوريا في رأي بوتين ثورة ملونة وقد وصف رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال جيراسيموف في كلمته أمام مؤتمر الأمن الدولي في موسكو ما يجري في سوريا بأنه ثورة ملونة وهو نفس رأي جنرالات الجيش الروسي الذين يخوضون الحرب في سوريا فهم يرون ما يجري اضطرابات شعبية سلمية ــ مدعومة من الغرب ـ فشلت فتحولت إلى صدام مع الجيش وتستهدف القضاء على السلطة والدولة وبالتالي فمن حق الجيش القضاء عليها لأن وجود الدولة أهم من أي شيء آخر وطبقا لهذا المنطق بحسب الصحيفة ــ فهم لا يعتبرونها ثورة شعب انتفض لحريته وكرامته وإنما مؤامرة غربية ". أما صحيفة التايمز البريطانية فقالت إن الحفاظ على الأسد يضمن لروسيا موطئ قدم في الشرق الأوسط ويمثل نصرا شخصيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لذلك تتوقع الصحيفة أن تتصاعد المجازر في حلب لأنه ليس هناك التزام من قبل نظام الأسد وموسكو بمفاوضات جنيف فهما ينظران إلى العملية السياسية كغطاء للعمليات العسكرية فيما يركز الغرب فقط على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ولا يلتفت لأي شيء آخر ولو كان المجازر، ولذلك فإن الهدنة التي أعلن عنها فجر يوم 5/5/2016 لم تكن إلا ذرا للرماد في العيون وإمعانا في استخدام الغطاء السياسي لتوسيع دائرة المجازر في حلب وريفها إذ لم تصمد هذه الهدنة سوى وقت قصير .