11 نوفمبر 2025
تسجيل(ذوو الإعاقة)لفت انتباهي رفض عدد من المسرحيين واستغرابهم من توصية لجنة التحكيم والتي تعزل حسب رأيهم هذه الفئة وتحرمهم من الإبداع في حين أن كافة مؤسسات الدولة تحرص على دمجهم في كل مجالات الحياة. (هناك فرق)حين يقدم المسرح شخصية المعاق ويناقش بدون أي إساءة هذه الشخصية وبعقل مفتوح واحترام لدوره وتقدير كبير لمشاركته وحين يتم استغلال هذه الشخصية من أجل استجداء الكوميديا والضحك غير المبرر، الفرق كبير. (تاريخ)يحفظ لنا تاريخ المسرح الكثير من الشواهد الدرامية والشخصيات التي أبرزت تلازم المسرح بالإعاقة باعتبار أنها من الطاقات الفعالة التي يعتمدها المسرح ولو أردنا تسليط الضوء على بعض النماذج الإنسانية التي حفلت بها النصوص المسرحية واكتظت بها خشبات المسارح فالحديث يطول ويطول. (نماذج مشرقة)منذ الكتابات الأولى في عالم المسرح ونخص بالذكر المسرحية الأكثر قوة وعرضا على خشبات المسرح العالمي وهي مسرحية "أوديب" والشخصية الملحمية التي وضعت الحكمة على لسان الحكيم الكفيف حين عابوا عليه العمى، فكانت الإجابة أن الحكمة في البصيرة لا في البصر، وهذا ما يثبت قوة الرسالة المسرحية على لسان معاق باعتباره دافعا للحكمة والفلسفة والإبداع، كما يحفظ لنا التاريخ مسرحية الكاتب البلجيكي موريس ماترلنك "العميان" التي ناقش فيها أن هذه الفئة هم مجتمع متقارب من المجتمع العادي في كل التفاصيل وليس هناك فاصل بينهما وكذلك هو الأمر في مسرحية القيثارة الحديدية للأيرلندي أويكنزي ولا ننسى شخصية سارة برنار أيقونة المسرح الفرنسي. (مجرد تساؤل)هل ستكون هذه التوصية بمثابة مقدمة لحرمان هذه الفئة من خشبة المسرح التي طالما عشقوها وبنوا عليها الآمال والأحلام والأمنيات؟.