09 نوفمبر 2025
تسجيلقادتني الظروف إلى طوارئ مستشفى حمد ورأيت وسمعت من العجائب مالا يرضي أي إنسان المريض يصرخ بأعلى صوته من شدة الألم ومرافق المريض يصرخ طالبا نجدة هذا المريض لأنه سبب الألم لمرضى آخرين بجواره، زحام وكأنك في موسم الحج رأيت سيدة جاوزت الستين عاما علمت أنها مصابة بحصر بول جيء بها إلى الطوارئ لا أستطيع وصف حالتها لأنها وراء حجاب استرقت مسامعي حديثا كان يجري بين الطبيب المداوي ومرافق تلك السيدة مما سمعت رغم الضجيج والبكاء وفي وسط الزحام أن الطبيب المداوي قال لمرافق السيدة المعنية إنه يمكن أن تشكو من غازات في المعدة وهذا أمر سهل، مرة أخرى المرافق يشرح للطبيب الأمر ليست غازات في المعدة إنه حصر بول عاد الطبيب للفحص مرة أخرى قال للمرافق لا يوجد فتحة في جسد المرأة لتنفيس كربها. سمعت المرافق يقول للطبيب هل أنت عاقل؟ هل أنت طبيب هل تعرف ما تقول؟! اشتد النقاش بين الطبيب المداوي ومرافق تلك السيدة تدخلت الممرضة (هندية) شرح المرافق الأمر لها أمام الطبيب المداوي، هزت رأسها على الطريقة الهندية وتدخلت وفرجت كرب المريضة عن طريق الفتحة التي أنكر الطبيب وجودها وأن هذه حالة نادرة . رجل آخر مقيم جيء به من المطار لآلام هاجمت جهازه الهضمي يتلوى من شدة الألم يشرح لطبيب آخر حالته وأبلغه بأنه يعالج من داء السرطان فقال عليك مراجعة الطبيب الذي يعالجك قال أنا قادم من علاج في الخارج ورحلتي إلى الدوحة قطعتها في أكثر من خمس عشرة ساعة أنا متألم أعني أعانك الله، تركه الطبيب وذهب لمريض آخر جاء طبيب آخر وبدأت رحلة الشرح من جديد والمريض يكاد يتمزق من الألم وحوله صراخ مرضى أحدهم يعاني من حصوة في الكلى أجارنا الله من آلام حصوة الكلى انتهت مهمتي في الطوارئ وأنا أضرب كفا بكف وأقول حسبنا الله ونعم الوكيل. الدولة لم تقصر وأحضرت أحدث الآلات والمعدات الطبية وأحدث المختبرات. حكومتنا الرشيدة تنفق على الصحة الكثير من المال. لكن هناك خللا في الإدارة الطبية منها على سبيل المثال لا الحصر تعيين أطباء تحت التدريب الأمر الذي لا يجوز لطبيب تحت التدريب أن يكون في قسم الطوارئ بمفرده لا بد أن يكون في قسم الطوارئ أمهر الأطباء وأكثرهم خبرة لأن قسم الطوارئ هو بوابة المستشفى الحقيقية ومقياس على اهتمام الدولة والجهات المختصة بالصحة العامة. قسم الطوارئ يستطيع أن يوفر مالا وجهدا للمؤسسة إذا أحسن اختيار الأطباء ومساعديهم والممرضين وكفاءة العاملين في المختبرات. قسم الطوارئ يحتاج إلى إدارة مستقلة متخصصة يكون تحت إمرتها أطباء ذوو كفاءة عالية وخبرة طويلة أن التراكم البشري في قسم الطوارئ بأمراض مختلفة يحتاج إلى فريق كبير من الأطباء يستطيعون التعامل مع هذا الكم البشري بيسر وبسرعة تتناسب وحالة المريض. مطلوب من القيادات الإدارية العليا في مستشفى حمد الطبية أن ينزلوا إلى قسم الطوارئ بأشخاصهم ليقيموا حال الإدارة الطبية ويتخذوا فيها قرارات فعالة وسريعة لا يجوز تجاهل هذا القسم من أي طرف مسؤول خاصة في أيام الصيف. (2) عودة إلى مستشفى الأمل الذي كتبت عنه في الأسبوع الماضي في هذه الزاوية وأشدت به وقلت إنه حقا خمس نجوم أو أكثر من حيث النظافة والتجهيزات والخدمات الطبية وأثنينا على جهود الأطباء هناك ولكن هناك سلبيات يجب تداركها منها على سبيل المثال عندما يراجع المريض طبيبه المختص بمتابعة علاجه بعد مرور ثلاثة أسابيع فإنه يحتاج إلى إجراء فحص دم شامل وقد يحتاج إلى أشعة مقطعية يستغرب المريض الذي عولج في الخارج وعاد إلى الدوحة لمتابعة علاجه بعد أن تغلب على مرضه في الغربة يفاجأ بأن فحوصات الدم تأخذ حتى تظهر النتائج على أقل تقدير ثلاثة أيام ومرضى السرطان لا يتحملون الانتظار طوال هذه المدة، في المستشفيات المماثلة لمستشفى الأمل لا تتأخر نتائج فحص الدم لأكثر من ساعة واحدة وتكون على جهاز الحاسوب أمام الطبيب. جمعتني الظروف بطبيب يعمل في مستشفى الأمل وتحدثت معه عن تلك السلبيات وأخرى لم آت عليه قال إن عدد المرضى في ازدياد وأن عدد الأطباء ليس كما يجب هناك نقص في الكادر الطبي والتمريضي وفنيي المختبرات وقال إن كل طبيب بين يديه ما لا يقل عن ثلاثين إلى أربعين مريضا فهو لا يستطيع متابعتهم كما يجب فيوكل الأمر لمساعدين إلى جانب أننا منشغلين باجتماعات كثيرة تستنزف جهد الطبيب وهي اجتماعات ليست لدراسة حالة طبية وإنما معظم الاجتماعات ذات طابع خدماتي أي إدارية نحن كما قال نبذل جهودا كبيرة لكن يجب أن يعرف الناس أن منحنى المرضى في تصاعد ونحتاج إلى استقدام خبرات وتخصصات عالية في كل مجالات مرض السرطان. آخر القول: حكومتنا الرشيدة بقيادة سمو أمير البلاد المفدى وولي عهده لم يدخروا جهدا في الاهتمام بالحالة الصحية في الدولة وأتمنى أن تتم زيارات مفاجئة لأصحاب قرار لمثل هذه المراكز وأعني أقسام الطوارئ في المستشفيات وأهمها عندي مستشفى حمد.