06 نوفمبر 2025
تسجيلالطاقة النووية التي يطمع الكثيرون في امتلاكها من أجل الأغراض السلمية كما يقال أو العسكرية، عندما تستخدم لا يبقى بشر ولا شجر ولا حتى حجر، بالرغم من وجود طاقة لدى بعض الدول آمنة غير الثروات المعدنية، مثل الطاقة الشمسية التي تجود بها سماء الخليج العربي، والمشكلة لا تكمن في تكاليف امتلاك هذه الطاقة ولا في الأيدي الخبيرة والمدربة والعالية التكلفة، ولكن المشكلة الكبرى عندما تقع كارثة كالتي حدثت في مفاعل تشرنوبيل قديماً وما نتج عنها من أمراض فتاكة، أو التي حدثت في اليابان حديثاً وأدت إلى انبعاثات إشعاعية كبيرة انتشرت على نطاق واسع وامتدت إلى دول كثيرة وربما تكون نتائجها كبيرة جداً على البيئة والصحة وهي تنتشر انتشار النار في الهشيم، حتى المعلومات التي تصرح بها الجهات المَعنية قد تنقصها الشفافية، أو أنها لا تملك الرؤية الفنية وتحتاج إلى وقت وجهد وخبرات ربما لا تتوافر لكي تحدد مدى الضرر الذي نتج عن هذه الكارثة التي اُبتلي بها الشعب الياباني الذي عانى من القنبلتين فيما مضى في هيروشيما وناجازاكي، والتي تعلم بوقوعها في حزام الزلازل والتي تثق كثيراً بالأجهزة المتطورة في الاستشعار التي لم تُسمن ولم تُغن من جوع.. ونحن نتمنى الخير لهذا الشعب المُسالم ولكن هذه أفعال الطبيعة كما يُسميها الناس وهي في الحقيقة احد أسلحة رب العالمين التي لا تُدركها أجهزة التنبؤات أو الاستشعار عن بعد وتبقى عاجزة وهي تحدث كلمح البصر، فمن رأى التسونامي وهو يقتلع أي شيء في طريقة كأن المشهد من نسج الخيال وليس حقيقيا!! يعلم جيداً إن وراء ذلك قوة خارقة لا يتصورها عقل الإنسان القاصر الذي تمرد على خالقه ورفض أن يسجد له حمداً وشكراً، وتمادى في البحث والعبث في أمور ضَررها أكثر من نفعها، وكل ذلك من أجل القتل والدمار، ودائماً ما يُقال إن ذلك من أجل الأغراض السلمية وهذا غير صحيح البَتّه فهناك طاقة بديلة آمنة كثيرة، وإذا اليابان- هذه القوة الاقتصادية الهائلة ذات العقول المبدعة وأصحاب هذه الصناعات المتقدمة- طلبت المساعدة التقنية العاجلة من الدول الغربية ومن أمريكا؛ فما بالك بنا نحن؟! وقد اُبتلينا بإسرائيل وما تملكه من هذه المنشآت الخطرة، وكذلك مفاعل إيران الذي ينام على ضِفاف الخليج ويغتسل في مياهه ويطرح فضلاته المميتة فيه، فكيف يكون الحال في حالة تعرضه إلى حادث فني أو مُفتعل يؤدي إلى تسرب كبير ينتشر انتشار النار في الهشيم؟!! كما إن بعض دول الخليج خاصة التي تُحب أن تجرب كل شيء من أجل ان يُقال إنها متميزة وتملك الطاقة النووية، وهو من باب سوء استخدام المال العام وزَجّه في مشاريع خطرة، والبديل الآمن موجود ولا يكلف الكثير فهي ليست برجا أكبر وأضخم من غيره، وليس لديها سكان مثل الصين وتحتاج لهذه الطاقة، إنها الهلاك بعينه ورحم الله من عرف قدر نفسه، وإن العواصف والأعاصير والبراكين والزلازل رسائل توجه للناس من رب العالمين بسبب الفساد والظلم لكي يَتعِظوا، خاصة الذين يسوقون للفساد ويفسدون على الناس دنياهم وآخرتهم التي فيها معادهم بحجج كثيرة!! فلا أحد يأمن بأس الله فهذه الرسائل منها ما يكون شديد اللهجة ويدمر كل شيء ومنها غير ذلك، فسبحانه لا يمنعه شيء سوى رحمته التي سبقت عذابه وأنه رؤوفٌ بالعباد فهذه من أعظم صفاته جلَّ شأنه وتنزه عن كل نقص.. فهل من مُتعظ ؟! لا أظّن ذلك!! كما ان هذه العقول المبدعة والمخترعة تبقى قاصرة كما وصفهم الله كالأنعام أو أضل فإن لم تهدهم إلى عبادة الخالق تبقى غبية حتى لو صنعت وأبدعت.. وآخر الكلام: يجب على العالم أجمع ألا يكتفي بالمعاهدات فقط بل يجب التخلص بصورة نهائية من هذه المنشآت والأسلحة الخاصة بها، فمن يلعب بالنار لا بد أن تحرق أصابعه. [email protected]