12 نوفمبر 2025

تسجيل

مطالبُ مواطنٍ عربيٍّ من قمةِ الرياضِ

10 أبريل 2018

بعد أيامٍ، تعقدُ القمةُ العربيةُ بالرياضِ، ولا أحدَ يعرفُ ما هي المواضيعُ التي سيبحثها القادةُ العربُ، ولا الكيفية التي سيتوصلونَ إليها لتخليصِ أمتنا من مآسيها. ونحن، المواطنينَ في عالمنا العربيِّ، نجدُ أنَّ من حقنا، ومن الواجبِ علينا، أنْ نطالبَ القمةَ بما ننتظره منها في شؤونٍ تتعلقُ بمصيرنا، وعقيدتنا، ووجودنا. وأهمُّ مطالبنا، هي:  1- القضيةُ الفلسطينيةُ: نطالبُ القمةَ باتخاذِ موقفٍ واضحٍ لا لبس فيه يقولُ إنَّ فلسطينَ هي قضيتنا الرئيسةُ، ومن حقِّ  أشقائنا الفلسطينيين أنْ يقاوموا الاحتلالَ بالصورةِ التي يرونها مناسبةً، ومن حقنا أنْ ندعمهم بما نستطيعُ، ونرفضَ أيَّ محاولةٍ لجعلِ الكيانِ الصهيونيِّ حليفاً، وجعلِ أشقائنا الفلسطينيينَ أعداءً ينبغي القضاءُ عليهم. وكذلك، نطالبُ بتوجيه تحيةِ تقديرٍ وإجلالٍ واعتزازٍ للشعبِ الفلسطينيِّ البطلِ في مسيرةِ العودةِ الكبرى التي بدأها منذُ أسبوعين، وبرسالةِ تحذيرٍ للكيانِ الغاصبِ من تبعاتِ جرائمه ضدهم. وبالطبعِ، فإنَّ البيانَ الختاميَّ يجبُ أنْ يؤكدَ أنَّ القدسَ الشريفَ والأقصى المباركَ جزءٌ من عقيدتنا الإسلاميةِ، ولا نقبلُ أبداً بمحاولاتِ البعضِ للتخلي عنهما إرضاءً للولاياتِ المتحدةِ والكيانِ الصهيونيِّ.  2- المأساةُ السوريةُ: نطالبُ القمةَ بأنْ تستجيبَ لنداءاتِ أشقائنا السوريينَ الذين يتعرضونَ للذبحِ على أيدي عصاباتِ النظامِ الأسديِّ وحلفائه، وذلك بتضمينِ البيانِ الختاميِّ تشديداً على وجوبِ الحلِّ السياسيِّ على أنْ يكونَ رحيلُ النظامِ الأسديِّ جزءاً منه. ووجوبِ الحفاظِ على وحدةِ الأراضي السوريةِ وعدمِ القبولِ أبداً بكياناتٍ انفصاليةٍ غوغائيةٍ كالكيانِ الكرديِّ الذي يحتلُّ شمالي وشرقيِّ سوريا، ويقومُ بجرائمَ القتلِ والتهجيرِ ضد المواطنينَ السوريينَ العربِ. ونتمنى لو ترتقي القمةُ إلى مستوى الآمالِ منها فتصدرُ قراراً بتجريمِ التواصلِ مع النظامِ الأسديِّ والميليشياتِ الانفصاليةِ، واعتبارهما كالجماعاتِ الإرهابيةِ التي تتغطى بالإسلامِ كذباً كما كان يفعلُ داعش قبل زواله.  3- المأساةُ اليمنيةُ: على القمةِ أنْ تتخذَ قراراً واضحاً بالالتزامِ بوحدةِ اليمنِ، ورفضِ محاولاتِ البعضِ لاحتلالِ أجزاءٍ منه وإنشاءِ ميليشياتٍ فيه. وإذا كنا نعادي مطلقاً المشروعَ الحوثيَّ للسيطرةِ على اليمنِ وإلحاقه بإيرانَ سياسياً واقتصادياً بحيثُ يكونُ مركزَ تهديدٍ للخليجِ العربيِّ والدولِ العربيةِ، فإننا نرفضُ أنْ يتمَّ تدميرهُ وإرجاعه لعصورِ ما قبل الحضارةِ بذريعةِ الحرب على الحوثيين. ولذلك، نطالبُ بدعم الحكومةِ الشرعيةِ، والتمكينِ لها في المناطقِ التي تخلو من سلطتهم، ثم البدء بحلٍّ سياسيٍّ لا يستثني أحداً من اليمنيينَ تحت رعايةٍ دوليةٍ تشاركُ فيها دولُ مجلس التعاون الخليجيِّ.  4- المأساةُ الليبيةُ: ينبغي على القمةِ أنْ تناقشَ وجوبَ الالتزامِ بدعمِ الحكومةِ الشرعيةِ في طرابلس سياسياً واقتصادياً في مساعيها لإنجازِ الحلِّ السياسيِّ الذي يضمن لليبيا وحدتها وسيادتها، ومطالبةَ الجميعِ بوقفِ دعمهم للميليشيات العسكريةِ التي يقودها حفتر الذي يدعمه البعضُ تحت تأثيراتِ أحلامهم الإمبراطورية البائسةِ، والبعضُ بتأثيرٍ من مطامعهم في الرزِّ الليبيِّ، ورغبةً من كليهما في خدمةِ المشروعِ الصهيوني ولو كان ذلك على حسابِ دمِ الشعوبِ ومصائرِ أبنائها.  5- حصارُ قطرَ: عشرةُ شهورٍ انقضتْ على حصارِ بلادنا، والمعاناةِ الإنسانية للقطريينَ الذين لهم امتداداتٌ وروابطُ عائليةٌ في دولِ الحصارِ، وآنَ الأوانُ لإنهائه. فيجبُ على القمةِ الدعوةُ لرفعه عن بلادنا فوراً، وأن يتمَّ اللقاءُ بين المسؤولينَ في بلادنا ودول الحصارِ لمناقشةِ كلِّ القضايا بعيداً عن إدخالِ الشعوبِ في دوامةِ الخلافاتِ، مع الالتزام باحترامِ السيادةِ للدولِ، ومبادئ حسنِ الجوارِ. ومن المهمِّ لنا، نحن المواطنينَ القطريينَ، أنْ يتضمنَ البيانُ الختاميُّ دعوةً لتجريمِ الإساءاتِ الإعلاميةِ للشعوبِ وقياداتها، والتهديداتِ المبطنة للدول بتغييرِ جغرافيتها السياسيةِ، والدعواتِ لقيامِ انقلاباتٍ فيها. كلمةٌ أخيرةٌ:  قد تصابُ الأممُ بالضعفِ، وتُستنزَفُ قواها في فتراتٍ من تاريخها، لكنها تنهضُ مجدداً من كبوتها بعقيدتها وإيمانها بذاتها وبوجودِ رجالٍ شرفاء أحرارٍ فيها.