07 نوفمبر 2025
تسجيلدائما ما تتردد على مسامعنا جمل كثيرة يقولها العديد من الناس، وتشير إلى مدح فئة أخرى من الناس، وفي نفس الوقت تشير إلى تقليل من شأن الذات، وهي "هم أفضل منا"، "نحن لسنا مثلهم"، "هم في عالم ونحن في عالم"، "هم متقدمون ونحن متأخرون"، تقال مثل هذه الأمور في كل أمور الحياة سواء دينية أو دنيوية. لماذا حين نشير إلى إنجاز في الدولة الفلانية نسمع الناس يقولون نحن لسنا مثلهم لا نستطيع أن نصبح مثلهم سواء مخترعين أو أطباء او مهندسين أو اعلاميين أو أي أمر من أمور الحياة؟ هل هناك شيء يملكونه كبشر نحن لا نملكه؟ هل لديهم قدرات بشرية لا نملكها؟ الجواب بالتأكيد سيكون لا؛ هم بشر مثلنا ولكنهم آمنوا بقدراتهم واستفادوا من الموارد المتاحة لديهم، ونحن لم نفعل، مع العلم بتوفر الموارد لدينا وحتى القدرات ولكننا لم نحسن استخدامها. حتى في الأمور الدينية تسأل فلانا لماذا لا تصلي؟ لماذا لا تقوم الليل مثل المصلين والقائمين؟ ستجد نفس الجواب في المثال السابق، ولكن الرد موجود وهو ان ما لديهم متوفر لديك، ولكن همتهم كانت أعلى وانت همتك ليست عالية وأضعت وقتك في القول بأن فلان وعلان أحسن منك ولم تجتهد على نفسك لتصبح مثل فلان وعلان. عدم الإيمان بالقدرات هو من الآفات الفتاكة التي اجتاحت المجتمع وتحتاج إلى علاج سريع حتى لا تتفاقم، لأن بمثل هذه الآفات تتخلف المجتمعات، يجب على الناس أن يبدؤوا بالإيمان بقدراتهم والعمل على تطويرها وحين نرى من هم أفضل منا يجب ان نسعى إلى أن نصبح مثلهم وأفضل منهم، هذه أمور يجب ان تغرس في النفوس ومثل هذه الأمور لا تدرس في المدارس بل تزرع في النفس من المنزل يجب ان تنتشر هذه الثقافة، لأن المجتمع يحتاج ابناءه لبنائه، وفكرة اننا لا نستطيع تؤخر البناء وتزيد من الاعتماد على الغير، مثل ما استطاع الأجداد في السابق نحن نستطيع، والأجيال القادمة تستطيع فقط يجب ان يكون هناك شحذ للهمم وإحساس بالمسؤولية ورغبة في رد الجميل. [email protected]