12 نوفمبر 2025
تسجيلمنذ قيام هذه الدولة حفظها الله، وهي لا تألوا جهداً في سبيل توفير كافة الظروف والمناخ نحو بناء المواطن الصالح المحب لوطنه والمستمدة من عاداته وتقاليدة الأصيلة التي زرعها فيهم آباؤهم وأجدادهم ممن ضحُّوا من أجلهم وقدموا الغالي والنفيس؛ لتكون قطر درّة الأوطان وكعبة المضيوم كما أراد لها المؤسس أن تكون.ومن الأمور التي تحرص عليها الدولة أيما حرص، ما يتعلق بالمحافظة على العادات الأصيلة والثقافة القطرية المتوارثة من الآباء، والتي جُبل عليها أهل قطر منذ الأزل، وعلى رأسها النشأة الدينية، فكما هو معلوم أنه عُرف عن أهل قطر تديّنهم ومحافظتهم على أداء كافة العبادات وتحليهم بالأخلاق الحسنة وما تعلق بها من عادات متأصلة فيهم زادتهم قدراً وشأناً كالكرم والجود ومناصرة المظلوم وحسن الجوار وغيرها من الأخلاق التي شهد بها البعيد قبل القريب وسُطّرت بأحرف من نور.من هنا كان لزاماً على الدولة أن تشجع كل ما من شأنه أن يسهم في المحافظة على هذه الصفات النبيلة والموروث الحسن في ظل انشغال النشء بمغريات العصر الحديث وما يحمل في جوانبه من مخاطر هدامة للسلوك والأخلاق، وبالتالي تُلبسهم ثوباً لا يناسبهم ومغاير تماماً لما نشأ عليها آباؤهم وأجدادهم .ونحن، ولله الحمد، نفخر بأن هيأ الله لنا قيادة حكيمة تضع جل حرصها وفي أولى أولوياتها بناء مواطن صالح متسلح بعلمه ومتمسك بعاداته وتقاليده، وتعي تماماً أهمية أن تُبنَى شخصية الفرد القطري من خلال عاداته وتقاليده الأصيلة، والتي تُعد ضمانته لكي يكون قوي الشخصية ومحباً لوطنه؛ لأنه طبق تلك المكتسبات التي أصّلتها الدولة والأسرة فيه منذ نشأته.ولعل إنشاء مركز نوماس الذي تأسس بجهود قطرية مخلصة حرصت على عدم إهدار هذا الإرث الثمين من العادات والتقاليد القطرية الأصيلة، جسّد رؤية وطن وقيادة وشعب في بناء المواطن القطري الذي يعتز بموروثه الأصيل، لتقوم بدورها الكبير في احتضان العديد من الأطفال والناشئين والشباب القطريين لتعليمهم العديد من المهارات والآداب، لتصنع بذلك بمعاونة الأسر شباباً قوياً خلوقاً يفتخر بمواطنته وبعاداته وتقاليده، ونحن في الحقيقة نثمن تلك الجهود المباركة، والتي رعتها الدولة بدعمها وتشجيعها؛ لعلمها اليقين أنها عنصر فعّال في تحقيق رؤيتها المستقبلية وبناء مواطن نموذجي متسلحٍ بعلمه ومتمسكٍ بعمق أصالته ونقاوتها.ورغم حداثة نشأة هذا المركز، إلا أنه استطاع خلال فترة وجيزة أن يستقطب العديد من ناشئة قطر وأن يشكل رقماً صعباً وعلماً يُدرس في أفضل الأكاديميات والمؤسسات، ولعل توقيعها اتفاقية تعاون بتدريب وتعليم أهم الأكاديميات في مؤسسة قطر لهو أكبر دليل على نجاحها وتميزها، والمذهل في الأمر أنها لم تقم بتلك الحملة الدعائية الضخمة لترويج وتوعية الناس بما تقوم به من تعليم وتدريب ورغم ذلك فإنها تشهد إقبالاً منقطع النظير، ونحن لا نملك أمام هذا النجاح إلا نقول لهم بلهجتنا القطرية الأصيلة "نومستونا يا نوماس وبيض الله وجيهكم".فاصلة أخيرةما من مجتمع يبتعد ويُنفّر أفراده عن عاداته وتقاليده الأصيلة، إلا وتسلّطت عليه العادات الخارجية الغريبة الدخيلة عليه وبثت فيه سمومها وجعلته مجتمعاً مُنحلاً لا قوة له في مجابهة المخاطر التي قد تواجهه في أي وقت وزمان!