13 نوفمبر 2025

تسجيل

إعلامُنا الوطنيُّ والخلافُ العابر

10 مارس 2014

أبرزَ الخلافُ العابرُ، داخلَ البيتِ الخليجيِّ الواحدِ، مدى الحاجةِ لإعدادِ إعلاميينَ قطريينَ في كلِّ الـمجالاتِ، قادرينَ على مخاطبةِ الخارجِ بلسانِ حالِ بلادِنا وشعبِـها، بلغةِ خطابٍ راقيةٍ تركزُ على نقاطِ التلاقي، وتؤكِّـدُ على العواملِ التي تؤدي لتخليقِ حالةٍ من القبولِ بمواقفِـنا في الـمحيطِ العربيِّ، والخليجيِّ منه بخاصةٍ.الـمُلاحَـظُ أنَّ إعلاميينا الرياضيين يقومون بدورٍ عظيمِ الأهميةِ في تقديمِ بلادِنا للخارجِ، نظراً لكونِ الرياضةِ مجالاً يتعاملُ بشكلٍ مباشرٍ مع الجمهورِ ويؤثرُ فيه بطرقٍ مباشرةٍ وغيرِ مباشرةٍ. ولو تابعنا كتاباتَـهم الصحافيةَ وبرامجَـهم التليفزيونيةَ والإذاعيةَ، لَـوَجَـدْنا أنفسَنا أمامَ حالةٍ رائعةٍ من الحِـسِّ الوطنيِّ الرفيعِ الـمُستندِ إلى الأهليةِ والكفاءةِ، مما يجعلُ من الاهتمامِ بالإعلامِ الرياضيِّ، وتطويرِهِ ورَفْـدِهِ بالإعلاميين والصحافيين، ضرورةً نتمنى على لجنة الـمشاريعِ والإرثِ إيلاءها اهتماماً كبيراً.لابد من الالتفاتِ إلى نقطةٍ مهمةٍ في الدورِ الكبيرِ لصحافتِـنا وإعلامِـنا، تتمثَّلُ في عدم وجودِ جهةٍ رسميةٍ إعلاميةٍ تتحدثُ بلسانِ الدولةِ، منذ إلغاء وزارة الإعلام سنة 1998 م. حيث إنَّ إلغاءَها جاء في إطارِ الثقةِ بقدرةِ الإنسانِ القطريِّ على تقديمِ الدولةِ، بجناحيها الرسميِّ والأهلي، بصورةٍ تليقُ بإنجازاتِها ومواقفِـها الوطنيةِ والعربيةِ والإسلاميةِ والدوليةِ. وهنا، ندركُ عِظَـمَ الـمُهمةِ الوطنيةِ الـملقاةِ على عاتقِ كلِّ أبناءِ وبناتِ بلادِنا، حيث إنَّ كلَّ فردٍ إعلامي مسئول عن نفسه في مجالِ عملِـهِ وتخصصِـهِ وعلاقاتِـهِ بالآخرين.الأمر اللافت للنَّـظَـرِ، الذي تَبَـيَّـنَ من خلالِ الخلافِ العابرِ، أنَّ إعلامَـنا، غيرَ الرسميِّ، في وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، كالفيس بوك والتويتر وماسواهما، يقوم على جهودِ الـمواطنينَ والـمواطناتِ الذين استطاعوا إيجادَ قاعدةٍ شعبيةٍ مساندةٍ لنا في صفوف النُّـخَـبِ الـمثقفةِ والـمواطنين في خليجِـنا ووطنِـنا العربيِّ. وعندما نعودُ إلى ما ينشرونَـهُ أو يُغَـرِّدونَ به، فإننا نُدْهَـشُ لدرجةِ الوعي الوطنيِّ والرُّقيِّ الثقافيِّ والحضاريِّ الذي يتميَّزونَ به. وهذا، بالطبع، يعني وجودَ القاعدةِ البشريةِ القادرةِ على رَفْـدِ أيَّـةِ خططٍ لإعدادِ إعلاميين وإعلامياتٍ.كلمةٌ أخيرةٌ: الـمعدنُ النَّفيسُ لإنسانِنا القطريِّ، وقدرتِـهِ على الإبداعِ، وكفاءتِـهِ في الإنجازِ، هي القواعدُ التي يؤكِّـدُ عليها سموُّ الأميرِ الـمُفدى في قيادتِـهِ الحكيمةِ لبلادِنا نحو مستقبلٍ تُسهمُ فيه ببناءِ بيتنا الخليجيِّ وبيتنا العربيِّ الإسلاميِّ الكبيرِ.