15 نوفمبر 2025
تسجيلعندما بدأت أزمة الخليج من خلال حصار قطر في 2017 م، ظن الكثير بأن هذا الخلاف الطارئ سينتهي خلال أيام أو أشهر ولكن طال أمده ودخل اليوم في سنته الرابعة. إلا أن الجهود الجبارة والمبادرات التي قادها أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد ويواصلها اليوم من بعده الشيخ نواف الأحمد الصباح جعلت من الكويت دولة ترعى السلام وتهدف لنشر الاستقرار داخل ربوع الخليج من أجل تكريس دورها كدولة كانت وما زالت غيرة وفزعة من أجل تحقيق التضامن بين دولنا. وخلال الأيام القليلة الماضية تحدثت المصادر الدبلوماسية في الكويت عن مبادرة كويتية لحل الأزمة الخليجية التي طال مداها بلا أي مبررات.. وهو ما أدخل السرور في نفوس أهل الخليج الواحد.. الأمر الذي يدعونا إلى العمل من جديد على تكريس دور الوحدة التي أسس مبادئها قادة دول مجلس التعاون مع قيام منظومة مجلس التعاون قبل أربعة عقود. رحم الله الشيخ صباح الأحمد الذي بذل كل ما كان يملك من جهد ووقت من أجل إنهاء الخلاف الخليجي منذ 2017 م وحتى رحيله.. حيث كانت جولاته المكوكية بين دول الخليج علامة مضيئة في تاريخ مسيرته الدبلوماسية.. فقد كان متفائلا إلى أبعد درجة لأنه كان مؤمناً بأن مجلس التعاون يجب أن يبقى بيتنا الذي يجمعنا ولا يفرقنا في مثل هذه الظروف العصيبة.. لأن ما حدث بين الأشقاء مجرد سحابة صيف ولابد أن تنقشع مثل هذه الغمة في القريب العاجل. ولهذا يأتي اليوم دور وسائل الإعلام الخليجية في العمل على تنقية الأجواء ونشر ثقافة التسامح والوحدة من أجل خليج جديد يخلو من الأزمات والخلافات التي لم تعد تنفعنا في مثل هذه الظروف الحساسة من تاريخنا المعاصر. ولابد أيضا من الاقدام على مرحلة مختلفة عن السابق في الوحدة الخليجية من خلال الحرص على إبقاء مجلس التعاون يقوم بدوره الطبيعي نحو التكاتف بين دولنا. كلمة أخيرة: مجلس التعاون هو مصدر بقائنا ووحدتنا كما قال الشيخ صباح الأحمد خلال الأزمة الخليجية.. "وهذا الشيء هو الذي يمكننا من استمرارنا كقوة إقليمية مؤثرة في الساحة الدولية". رحم الله عميد الدبلوماسية الخليجية الذي كان غيورا على الوحدة الخليجية.. طال الزمان أو قصر. [email protected]