17 نوفمبر 2025

تسجيل

إذاعة قطر في يوبيلها الذهبي

09 ديسمبر 2018

تاريخ حافل قدم أفضل البرامج والكفاءات الوطنية  رحلة عطاء مليئة بالإنجازات والتحديات خلال 50 سنة  قيادات قطرية وعربية ساهمت في إحياء ذلك الزمن الجميل أصبحت متابعة من قبل كل العرب طوال رحلة مسيرتها أجمل التهاني والتبريكات لإذاعتنا الحبيبة .. إذاعة قطر .. هذه المؤسسة الإعلامية التي خدمت الأجيال وخرجت للمجتمع المئات من الكوادر الوطنية سواء في فن الإدارة أو التقديم والإخراج والإعداد والتمثيل وغير ذلك من المجالات الأخرى .. وكلمات الحب تعجز عن الوصف في هذه المناسبة التاريخية .. فإلى الأمام دائما وتحقيق المزيد من النجاح والتفوق لرفع راية الإعلام القطري خفاقة بين الأمم . (1) خمسة عقود تمر في هذا العام على تأسيس إذاعة قطر (1968 - 2018) .. حيث تحتفل بيوبيلها الذهبي عبر انطلاقتها كأول محطة إذاعية رسمية تم افتتاحها في الدولة سنة 1968 م في عهد حاكم قطر الراحل الشيخ أحمد بن علي بن عبدالله آل ثاني (رحمه الله) .. ومع إذاعة قطر أسجل هنا ذكرياتي معها وتعلقي بها ومع ما قدمته من برامج وفعاليات وكفاءات قطرية وعربية كانت حاضرة في هذه المحطة التي لاقت رواجا محليا وعربيا خلال العقود الخمسة الماضية من العمل الجاد والتفاني نحو انطلاق أول بث للإذاعة .. ومسيرة العطاء للإذاعة تعد بمثابة رحلة بناء من الإبداع لا يستهان بها لأنها ذات قيمة تنموية في نشر الوعي وتوجيه الرأي العام الداخلي والخارجي .. وقد حققت هذه المؤسسة الإعلامية هذا الهدف المنشود .. إذ نالت استحسان المستمع القطري والخليجي والعربي على مدى خمسة عقود تعد مهمة في تاريخ ومشوار المؤسسات الإعلامية في بناء المجتمعات .. ورحلتي - كمستمع - مع بيتي الإعلامي الأول « إذاعة قطر } بدأت عبر استماعي لها منذ سبعينيات القرن الماضي .. وتحديدا مع البرامج الجماهيرية والمسابقات الإذاعية حيث كنت حينها طالبا في المدرسة .. وقد كنت أشارك باستمرار في برامج المسابقات الثقافية التي تبث على الهواء مباشرة .. ومنها بعض البرامج التي كانت ناجحة في تلك الحقبة والتي استمرت في فترتي الثمانينيات والتسعينيات .. وكان يقدم هذه المسابقات بعض الأسماء اللامعة من المذيعين البارزين .. من أمثال : محمد علي المالكي ، وعدنان الشريف ، وابتهال وهدان ، وأماني كامل ، وعبد العزيز محمد .. وغيرهم . (2) البرامج الدينية كانت تنال وقتا مقتطعا من متابعتي لها والمشاركة فيها، فنال نصيب الأسد وبخاصة في شهر رمضان المبارك .. ومنها ما يتعلق بالفتاوى الشرعية والفقهية من خلال استضافة بعض المشايخ في أستوديو الإذاعة من أمثال الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ حسن عيسى عبدالظاهر والشيخ عبدالمعز عبدالستار والشيخ عليوة مصطفى عليوة والدكتور محمد كمال جعفر وغيرهم .. وهذه النوعية من البرامج كان لها من يتابعها من الجمهور المحلي والخارجي خاصة أنها تتعلق بقضايا الدين .. حيث كنت من الذين لا ينقطعون عنها في طرح الأسئلة والمداخلات المتعلقة بكافة شؤون الحياة ورأي الدين فيها . (3) مع بداية سنة 2001 م كنت أحاضر في قسم الإعلام بجامعة قطر .. وكنت أشرف على تدريس مقرر بعنوان « التدريب العملي} الذي يقوم على تدريب طلاب وطالبات الإعلام في إحدى المؤسسات الإعلامية داخل دولة قطر .. ومنها إذاعة قطر حيث انتظم العديد من المتدربين والمتدربات في أخذ الجانب التطبيقي والعملي داخل الأقسام التحريرية بالإذاعة عبر أخذ بعض الدورات التدريبية وتعلم مهارات الكتابة الصحفية للخبر الصحفي أو التقرير أو الحوار أو إعداد البرامج الإذاعية أو كتابة النص الإذاعي لهذه البرامج وكيفية تقديمها عبر الإذاعة وأستوديو البث على الهواء مباشرة .. مع الاستفادة من خبرات بعض الإعلاميين في الإذاعة مثل عبدالعزيز السيد ومحمد جاسم ومطر أحمد الكواري وحازم طه وغيرهم . (4) الموسيقار عبدالعزيز ناصر المتوفى سنة 2016 م كانت لي معه جلسات لا تنسى في مبنى الإذاعة .. منها سنة 1987 م عندما قدمت برنامجا أسبوعيا في تلفزيون قطر بعنوان « الشباب والصيف « حيث استفدت من خبرته الموسيقية كثيرا في اختيار المقدمة الموسيقية للبرنامج وهي مقطوعة « أنشودة الشباب } .. وفي عام 2004 م قمت بإعداد دراسة علمية توثيقية عن شاعر قطر الراحل محمد بن جاسم بن محمد بن عبدالوهاب الفيحاني المتوفى سنة 1939 م وهو أبرز شعراء النبط في قطر والجزيرة العربية .. حيث زرت عبدالعزيز ناصر مراقب الموسيقى والنصوص الإذاعية في مكتبه بمبنى « إذاعة صوت الخليج « ودونت منه مادة موسيقية مهمة عن تلحين أشعار الفيحاني وقصائده مثل « قصيدة الدار} و» قصيدة هاضني } وقصيدة « هيه يا غادي } وغيرها . (5) ذكرياتي أيضا لا تنسى مع بعض القيادات الإدارية التي قادت إدارة إذاعة قطر نحو النجاح والتفوق وتأسيس محطة رائدة على المستوى المحلي والإقليمي .. وقدموا العديد من الجهود في الارتقاء بالإذاعة الوطنية نحو المنافسة الشريفة مع بقية الإذاعات الخليجية والعربية في تلك الفترة من ناحية نوعية البرامج واستقطاب الكوادر الوطنية وغير الوطنية المبدعة في مجال الإعداد والتقديم والإخراج الإذاعي .. ولعل أبرز الذين عاصرتهم وجالستهم خلال العقود الماضية الدكتور عيسى بن غانم الكواري وزير الإعلام الأسبق والدكتور حمد عبدالعزيز الكواري الوزير الأسبق أيضا وعبدالرحمن سيف المعضادي ومبارك جهام الكواري ومحمد عبدالرحمن الربيعة الكواري وعبدالرحمن ناصر آل عبيدان وعلي ناصر الكبيسي ومحمد ناصر المهندي . (6) ومنذ سنوات كنت ضيفا في العديد من البرامج الإذاعية التي لا تنسى .. وجميعها كانت تتعلق بالذاكرة الثقافية والإعلامية والتراثية والسياسية والدينية .. حيث سعدت بأن أكون ضيفا مع نجوم إذاعة قطر من المقدمين للبرامج واللقاءات والتغطيات الخاصة التي كانت تقوم على التواصل مع الجمهور بشكل مباشر .. ومن هؤلاء : عدنان الشريف ومحمد علي المالكي ونزار عابدين ومحمد زينل وزهرة السيد وبثينة عبدالجليل ومحمد الجوهري ومحمود سالم وحازم طه وبدرية حسن ومحمد العمري وتماضر صالح الحر وفهد الكواري وجبر صالح وعبير النمر وخلود الحميدي وليلى إبراهيم وعقيل الجناحي وعبدالله البوعينين وعبدالرحمن الحرمي .. وغيرهم . (7) من البرامج الإذاعية التي لا أنسى مشاركتي فيها .. برنامج اسمه « من أنا « وقدم في أواخر السبعينيات وقدمه المذيع « محمد علي المالكي} ويقوم على فكرة المسابقات الجماهيرية اليومية من خلال مشاركات المستمعين .. وفي حالة الإجابة على سؤال البرنامج يحصل الفائز على جائزة نقدية قيمتها « 75 } ريالا والسؤال كان يتعلق بالتعرف على شخصية عربية أو أجنبية خدمت الإنسانية أو الثقافة .. وشاركت أيضا في برنامج أسبوعي آخر بعنوان «مسابقات مدرسية» وقام بتقديمه المذيع اللامع «عدنان الشريف» في بداية الثمانينيات حيث كانت مشاركتي فيه مع طلاب مدرسة مدينة خليفة الثانوية في ذلك الوقت .. حيث كنا نمثل المدرسة مع مجموعة من الطلاب ونتنافس مع مدارس قطر الأخرى على مستوى المرحلة الثانوية .. وقد حققنا مركزا متقدما في هذا البرنامج الذي كان يقام بشكل سنوي بإشراف من وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع إذاعة قطر . (8) « مسابقات رمضان} في إذاعة قطر لها ذكرى خاصة على بقلبي لا يمكن نسيانها أو إغفالها مع جملة هذه الذكريات الجميلة عن مشوار تعلقي بالإذاعة ونحن نحتفل في يوبيلها الذهبي .. فقد كنت مشاركا بشكل سنوي في هذه المسابقات وحصدت من خلالها على العديد من الجوائز المادية والعينية .. وكانت هذه المسابقات تقدم عبر البرنامج العام والبرنامج الشعبي وبرنامج القرآن الكريم .. وكان لهذه المسابقات حضورها الجماهيري المتميز وتفاعلها الكبير مع المجتمع .. وساهم في تقدمها مجموعة المذيعين المتألقين في ذلك الوقت مثل : زهير قدورة وصلاح خليفة وعدنان الشريف وعبدالعزيز محمد ومحمد علي المالكي وغازي حسين ومحمد سلطان الكواري .. وغيرهم . (9) برنامج « وطني الحبيب « من البرامج الجماهيرية الناجحة التي نالت استقطاب جميع المستمعين خاصة عبر العقدين الماضيين .. حيث كان يبدأ مع الساعة السابعة والنصف صباحا وحتى الساعة العاشرة وبشكل يومي .. وقد كنت أحل عليه ضيفا بشكل أسبوعي أو مرتين في الأسبوع أحيانا .. وذلك في « فقرة الصحافة } حيث أتحدث فيه عن قضية من القضايا الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية عبر ما أطرحه في مقالاتي وكتاباتي الصحفية اليومية من أفكار في جريدة الشرق القطرية .. واللقاء كان يتم على الهواء مباشرة وبالتنسيق مع مقدم ومخرج البرنامج للحديث عن مجمل القضايا التي تهم المجتمع وتعالج هموم الناس مثل التركيبة السكانية وبيوت العزب في الأحياء السكنية وهموم المتقاعدين المواطنين وتعديل الرواتب وتحسين حياتهم المعيشية وجامعة قطر الوطنية وتحسين الأوضاع الصحية والبيئية والمجلس البلدي وقضايا المرأة وهموم الشباب القطري والتعليم بشكل عام والعمل الإعلامي وتقطير الوظائف وشجون الصحافة والصحفيين في قطر والتعليق على خطابات سمو الأمير الوالد وسمو الأمير وجهود صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في الارتقاء بالمرأة القطرية .. وكان يخرج البرنامج « علي البحر } ومن بعده « علي عيسى الكواري} . (10) برنامج « قضايا ساخنة « قد يكون من أكثر البرامج التي ساهمت بالمشاركة فيها لفترة وصلت من الزمن أيضا .. قدم البرنامج المذيع اللامع عبدالعزيز محمد ومن بعده المذيع القدير « عبدالعزيز السيد} وأعده « جاسم محمد} .. وهو من البرامج الناجحة على الصعيدين المحلي والخارجي .. ويتابعه الآلاف من المستمعين العرب .. ويطرح عدة قضايا جوهرية ومصيرية تهم المجتمع القطري من ناحية والمجتمعين الإقليمي والدولي من ناحية أخرى .. وقد كنت متحدثا على الهواء مباشرة في بعض حلقاته عبر أثير الإذاعة مع نخبة من المفكرين والمحللين القطريين والعرب في شتى المجالات سواء كانت السياسية أو الاقتصادية أو الإستراتيجية أو الثقافية أو الأزمات التي تعصف بالمجتمعات العربية مثل مسألة التحميس وثورات الربيع العربي وحرب اليمن ومجلس التعاون الخليجي والإتحاد الخليجي وقضايا التنمية والجامعة العربية والوحدة الخليجية وذكرى غزو الكويت والقضية الفلسطينية وإعمار قطر في لبنان والحرب الطائفية اللبنانية وعدة ملفات أخرى مثل الملف السوري والمفاعل النووي الإيراني والحرب العراقية الإيرانية والخلاف المصري السوداني على حلايب والتنمية الثقافية العربية والأزمة المالية العالمية .. وغيرها كثير . (11) من الذكريات الجميلة التي ما زالت عالقة في الذاكرة الإذاعية أيضا تعلقي بالإذاعة الشعبية التي تأسست سنة 1980 م على يد المذيع غازي حسين والمذيع المرحوم محمد سلطان الكواري .. وكانت محطة مهمة في حياتي التي تعلقت بحب الإذاعة .. فهذه الإذاعة كانت تقدم الطرب الشعبي الأصيل والقديم منها بشكل خاص .. مثل الأصوات الشعبية لكبار الفنانين في قطر ومنطقة الخليج إذا علمنا بأن فن الصوت الشعبي هو من روافد الهوية التراثية في الخليج .. حيث كنت متابعا لهذا الفن عبر هذه الإذاعة بشكل يومي في الفترة المسائية .. وكانت تستهويني بعض الأسماء من الفنانين الشعبيين القطريين من أمثال : إدريس خيري وسالم فرج وإبراهيم علي ومحمد رشيد .. أما على مستوى الخليج فأتذكر من هذه الأصوات : محمد بن فارس وضاحي بن وليد ومحمد زويد ومحمد الرفاعي ومحمد علاية وعبدالله سالم بو شيخة وأحمد الجميري وسالم راشد الصوري وعلي بن روعة ومحمود الكويتي وعبداللطيف الكويتي وعوض الدوخي وصالح الحريبي .. وغيرهم . (12) لعل أكثر مشاركاتي في الإذاعة كانت من خلال اللقاءات الخاصة التي كانت تقدم على الهواء مباشرة بسبب حدث معين داخل أو خارج الدولة .. ونظرا لأهمية ذلك الحدث كنت مساهما بأن أدلو بدلوي فيها من خلال التغطية والتحليل داخل الأستودبو أو عبر الاتصال الهاتفي .. مثل خطابات مجلس الشورى السنوية منذ عهد سمو الأمير الراحل الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أو سمو الأمير الوالد أو سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني .. وهذه اللقاءات التي كانت تتم داخل الإذاعة كان لها طعمها الخاص لكونها تأتي بشكل تلقائي وعفوي وتغطي إحدى المناسبات التي يتفاعل معها الناس بشكل كبير ويتابعونها بشغف شديد عبر محطة إذاعة قطر التي كانت خلال العقود الخمسة الماضية محط اهتمام الجميع سواء في الفترة الصباحية أو المسائية . (13) خلال عملي في وظيفة مدير إدارة الشؤون الإعلامية ورئيس تحرير مجلة « التعاون « في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي كنت على تواصل دائم مع إذاعة قطر حيث كان هذا التواصل عبر « إذاعة صوت مجلس التعاون } التي كانت تبث في أيام اجتماعات قادة دول المجلس ، حيث أعمل على تنسيق الإعداد للبرامج واللقاءات كما أشارك في بعض البرامج كضيف من دولة قطر .. وفي نفس الفترة حللت ضيفا على إذاعة قطر ضمن بعض الحلقات التسجيلية الخاصة حول هموم المواطن الخليجي وتطلعاته لمستقبل أفضل وكانت تبث الحلقات بعد ذك على هامش فعاليات دول مجلس التعاون السياسية والثقافية .. وكان المذيع القدير الأستاذ « محمد زينل « هو الذي يقوم بتقديم هذه الحلقات السنوية.. وهي حلقات من إخراج «علي البحر» . كلمة اخيرة أجمل التهاني والتبريكات لإذاعتنا الحبيبة .. إذاعة قطر .. هذه المؤسسة الإعامية التي خدمت الأجيال وخرجت للمجتمع المئات من الكوادر الوطنية سواء في فن الإدارة أو التقديم والإخراج والإعداد والتمثيل وغير ذلك من المجالات الأخرى .. وكلمات الحب تعجز عن الوصف في هذه المناسبة التاريخية .. فإلى الأمام دائما وتحقيق المزيد من النجاح والتفوق لرفع راية الإعلام القطري خفاقة بين الأمم .