07 نوفمبر 2025
تسجيلقلتُ: أما تعرفني؟!. قال: بَلى أعرفك "أوّلك نطفة مَذِرَةٌ، وآخرك جيفة قَذِرةٌ، وحشوك فيما بين ذلك بولٌ وعذرة"، فالتواضع ثوب لا يرتديه إلا الكرام من الرجال. قلتُ: ذهب لصلاة الاستسقاء ليحضر مع الجماعة وشهود هذه السُنة، ويا ليته ما ذهب إذا كان هذا همه!. قال: أصاب البعض هوس الاستعراض على منصات التواصل الاجتماعي حتى في العبادة. قلتُ: ذهب ليشتكي عليه. قال: كلمة أصبحنا نسمعها كثيراً وتلوكها الألسن من جميع الفئات في المجتمع. قلتُ: جائحة كورونا جاءت لتعلمنا ترشيد الإنفاق وحسن التصرف. قال: صحيح، وخاصة في إقامة حفل الزواج، وفي العزاء، فالتعزية عن طريق الهاتف أو في المقبرة بعد الانتهاء من الدفن، لا إسراف ولا تبذير ولا مباهاة ولا (مزاباه) ولا (مفوشر)، ولا قاعات تكلف المئات من الريالات على سويعات وينقضي الأمر، ولا إقامة خيام للعزاء، وما يصحبه من ولائم غداء وعشاء طيلة أيام العزاء. شكراً يا كورونا أوقفتِ الإسراف والتبذير، وزرعتِ فينا حُسن التصرف والرجوع إلى الصواب ومواطن الخير، نرجو أن يستمر حُسن التدبير. قلتُ: كلمة نسمعها كثيراً ويرددها الكثير منا ما عندي وقت. قال: في الحقيقة ليس عنده ترتيب الوقت في حياته، فالجميع يملكون أوقاتاً كثيرة، ولكن هناك فرق بين من حياته فوضى من يوم أن يُصبح وحتى يمسي، وبين من حياته منتظمة بقدر الإمكان. قلتُ: أتقبل اعتذاري عما جرى مني بحقك؟ قال: نعم، بكل اعتزاز ومودة، حياتنا وعلاقاتنا فوق كل شيء مهما جرى وحدث، فالتغافر والتغافل، هذا هو المطلوب في علاقتنا (فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)، أما العناد وشدة الخصام وحمل الحقد والضغينة لا طائل منها ولا تأتي بشيء. قلتُ: حب الانتقام والتشفي سائد في بعض المجتمعات ولو بأبسط الأشياء، فقط (فيني حرّه عليه ما خليه يرتاح). قال: ليس عندي جواب، ولكن الواقع يحكي لك هذا. قلتُ: أصبح الكثير لا يتدخلون في حل مشكلات الناس ولو كانوا من أقربائهم، والقول السائد (ما لنا شغل في مشكلاتهم وعوار الراس، كل واحد على كيفه وحياته). قال: تباً لهذه الأخلاق التي يحملونها، الأنانية والانطواء على الذات، والاكتفاء بما عنده من مال و(فخفخة ونفخة)، (ما لي شغل بغيري) حتى ولو كان أخي أو أختي أو من أقربائي، صدقني هؤلاء لا يعيشون راحة في حياتهم، فالقلق والوهم يحيط بهم. قلتُ: كل إنسان قد حباه الله ومنحه طاقة، بإمكانه أن يخدم مجتمعه وأمته والإنسانية. قال: بالتأكيد، أنتَ تقدر، وأنتِ تقدرين، بفعل شيء ينفع وطنك وأمتك، فقط تحرك ولو بأبسط الأمور، ومسح من حياتك التذمر وكثرة الشكوى، فسترى الخير بإذن الله. "ومضة" قلتُ: إذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً قال: فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا [email protected]