08 نوفمبر 2025

تسجيل

المتاجرة باسم الدين

09 أكتوبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كثيرا ما أشيع عن المسلمين أنهم يتاجرون بالدين، ويوظفونه حسب أهوائهم لأغراض سياسية، ونادى بعض المتغربين بأن نربأ بالدين عن السياسة، وأن ننأى به بعيدا عن شئون الدولة والعلاقات الدولية، وهي دعوة وإن كانت تنم عن خبث أو عن جهل قائلها بالإسلام - لأن الإسلام لا يعرف هذه التفرقة، وأوضح ما يميز رسالته أنه عقيدة وشريعة - إلا أننا نقول للمتغربين: هل يجرؤ أحد منكم أن يعارض روسيا فيما أقدمت عليه، ويصحح للكنيسة الأرذوذكسية، مباركتها للقوات الروسية التي قدمت إلى سوريا غازية معتدية، والتي وصفت هذه الحرب خارج البلاد بأنها حرب مقدسة، هل يجرؤ أحد من العلمانيين أن يقول لروسيا: يجب أن نبعد الدين عن السياسة، ولا تتدخل الكنيسة في شئون الدولة.إن وصف الكنيسة للحرب على سوريا بالمقدسة تسويق للاعتداء باسم الدين، وإضفاء القداسة والمشروعية على العدوان بغية تبييضه وتحسينه وتزيينه وشرعنته.وهل قتل الأنفس، وسفك الدماء البريئة، والاعتداء على أرض الغير، والطمع في مقدرات الشعوب، والسعي في الأرض بالبغي والعدوان، والتسلط على إرادة الشعوب، وتوسيع رقعة النفوذ في واقع الخريطة الدولية بغير الحق، هل هذا كله يسمى حربا مقدسة؟ وما هي إذن الحرب المدنسة إذا كانت هذه هي الحرب المقدسة ؟ وبماذا نسمى مثل هذه المباركة الكنسية لهذه الحرب العدوانية إن لم تكن تجارة باسم الدين، وإقحام للدين لتسويغ أغراض دنيوية، وتطويع له لتبرير أهواء بشرية؟وهل نسمع من الجهات الدينية الرسمية في بلادنا العربية والإسلايمة بأن الدفاع عن أرض سوريا دفاع مشروع، وأن الحرب ضد المعتدين المحتلين الروس حرب مقدسة، وأن من يقاتل هؤلاء فيموت فهو شهيد حتى تكتسب الحرب ضد المعتدين قداسة بهذا الوضوح، كما تكتسى حرب المعتدين قداسة؟.أم أنهم سيخرجون علينا بفتاوى وتلبيسات الحرب على الإرهاب التي لا تعرف طريقا إلا طريق إدانة المسلمين في ظل وضع الاستضعاف والاستكانة؟ وما هو مفهوم الإرهاب الذي يعنونه؟ وهل يقصدون به فريضة الجهاد الإسلامية التي شرعت في الأساس لرد المعتدي، ودفع الطامع ؟إن الحرب المقدسة في القاموس الصحيح الإسلامي والإنساني هي الحرب الطاهرة الأهداف، البريئة المقاصد، النبيلة الغايات، والشريفة الوسائل، التي حددت معالمها السنة في قول النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم: "اغزوا باسم الله في سبيل الله، اغزوا فلا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا"، رواه مسلم .أما الحرب التي دوافعها فرض العضلات، وأمزجة الزعماء وأهواؤهم، وانتهاب ثروات الشعوب، واستضعاف الدول، واستذلال أهلها، غير عابئة بقتل الأنفس المحرمة التي اتفقت سائر الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية على حرمتها، فهذه حرب لا يباركها الرب، ولا تسوغها الشرائع، ولا يقرها الدين، ولا يقول بقداستها إلا متاجر بالدين، وإلا مجرم حرب وفق القوانين الدولية، لا يقل في ذلك إجراما عمن سيخوضها بالفعل. لقد نقلت كاميرات التلفاز، وسائر وسائل التواصل الاجتماعي ما فعلته آلة الحرب الروسية من قتل للأطفال والنساء والشيوخ جلهم من المدنيين السوريين، وتدمير ما تبقى من المنازل في مدن وقرى سوريا.. فهل هذه علامات الحرب المقدسة؟وقد أذن الله تعالى للشعوب المظلومة أن تدافع عن نفسها، وأن ترد العدوان في قوله تعالى:" أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" الحج 39.والحرب ضد المعتدي هي الحرب المقدسة في الإسلام، ومن يدافع عن أرضه وعرضه فهو في سبيل الله، ومن يدافع عن حرمات الإسلام وأمته فهو في سبيل الله.وكل ما يصيب المسلم في هذا يكون له فيها أجر – كما يقول الشيخ القرضاوي - إذا قتل فهي شهادة في سبيل الله, وإذا جرح فهي جراحة في سبيل الله, كما قال القرآن في شأن المجاهدين: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "التوبة:120-121....