17 نوفمبر 2025
تسجيلخطة وزارة التنمية الإدارية للابتعاث الحكومي التي بدأتها قبل فترة وجيزة، من شأنها أن تساهم كثيراً في الخطة الاستراتيجية للدولة، التي تقوم على أسس عديدة، منها إعداد الكادر الوطني المؤهل والمدرب.. وتلك الخطة لاشك أنها ستلعب دوراً مهماً في هذا الإعداد. الابتعاث إلى جامعات خارجية أو داخلية - حسبما صرح به وزير التنمية الإدارية بخصوص هذه الخطة - عبر "توفير مسارات تعليمية وتخصصات جامعية متنوعة، وتوفير الفرص للدراسة لجميع المواطنين، كل حسب طموحاته وقدراته ، من شأنه أن يوفر احتياجات قوة العمل القطرية المنشودة لتلبية احتياجات الجهات الحكومية المستقبلية، وفقا لمرتكزات رؤية قطر الوطنية 2030م، وأهداف التنمية البشرية التي تضمنتها الاستراتيجية الوطنية 2011 – 2016م". الجميل في الخطة أنها بعثت أملاً في نفوس الكثيرين من شبابنا ممن تعطلت قطارات التعليم عندهم لسبب وآخر، إذ لم تنس الخطة مخرجات الثانوية منذ عام 2011 حتى هذا العام، وفتحت مجالات كثيرة للدراسة إلى جانب إتاحة المجال للطالب لاختيار الجهة المستقبلية المرغوبة للعمل، بحيث تبدأ الرعاية منذ بدء الدراسة وحتى التخرج، ليبدأ الطالب بعدها في مرحلة الإنتاج والعطاء. إن مثل هذه البرامج والخطط جديرة بأن تلقى كل تشجيع، وحث المؤسسات المسؤولة عن تنمية المواطن للعمل عليها بجد واجتهاد، فإن ثروة البلد الاستراتيجية هي شبابه وليس نفطه أو غازه.. فما فائدة كل هذه الثروة وشبابنا بلا طموح أو أن طموحاته تبعثرت وتبخرت لأسباب كثيرة، منها العراقيل والعقبات التي ظهرت أمامه فجأة وتعاظمت من مؤسسات التعليم المختلفة.. أو لعدم وجود جهة تخطط استراتيجياً لاستثمار هؤلاء الشباب، حتى ظهرت الاجتهادات هنا وهناك، شخصية أو مؤسسية ولكنها جهود واجتهادات مبعثرة لا ترتق لرؤية بلد صاعد وطامح مثل قطر. عددنا المحدود كمواطنين، يساعد جداً على الاهتمام بتفاصيل وجزئيات كل مواطن، ويساعدنا في ذلك المستوى الاقتصادي للبلاد ولله الحمد والمنة، بحيث لا يجب أن يُترك أي شاب على سبيل المثال، أن يتخبط من تلقاء نفسه في رسم مستقبله أو يجد من يدفعه إلى ذلك التيه، فإن كل مواطن هو رقم مهم، فلسنا دولة مليارية أو مليونية بشرية لكي نجد مسألة الكثرة والعدد فرصة للتأجيل أو التبرير. كل شاب وشابة لابد أن يؤخذ بيدهما منذ بداية التعليم حتى آخر مرحلة ممكنة بحسب قدراتهم وإمكانياتهم وطموحاتهم.. فليس هناك إنسان فاشل أو يمكن أن تطلق عليه ذاك اللقب، فالفشل إنما يكمن في من يقوم عليه ويديره.. ذلك أن كل إنسان منا حباه الله بإمكانيات وطاقات، إما أن تنمو أو تتبعثر، ودور الجهات المسؤولة في أي بلد هو منع هذا التبعثر أساساً، وذلك عبر الدفع نحو التنمية واستثمار كل الطاقات الكامنة فيه، بحسب رؤية واضحة بعيدة ونيات أوضح وأصلح .. والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.