11 نوفمبر 2025

تسجيل

غزة والقاهرة ..الفخ الإسرائيلي

09 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حين تجلس مع نفسك ، تتزاحم الأسئلة في رأسك باستغراب . تصطاد منها ما تصطاد ، لكن يبقى السؤال الحائر الذي يبحث عن عقل يستوعبه، كيف يمكن أن تكون حركة (حماس) مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ,أو تقدم لها الدعم اللوجستي ميدانيا؟ ،هذا الاتهام جاء من جهتين ،كيان العدو الصهيوني بفلسطين، ومهرجو الإعلام في النظام المصري .نفهم أن إسرائيل كعادتها تصطاد في المياه العكرة ،فالميجور جنرال يؤاف مردخاي المشرف على السياسة المدنية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة قال إن أعضاء بحركة حماس يقدمون الدعم لمتشددين مرتبطين بتنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء ، خصوصا في مسائل تهريب السلاح،وأن إسرائيل بحوزتها إثباتات بهذا الشأن ،ليحرّض مصر ،الدولة والحكومة والشعب على حماس وحواضنها الشعبية .بات واضحا استغلال إسرائيل لأي عملية إرهابية في سيناء لتحميل حركة حماس مسؤوليتها ، ففي العملية الإرهابية الأخيرة التي وقعت في الشيخ زويد ، لم تتهم القاهرة حركة حماس بالتورط في الهجوم، وهو ما استفز القيادات الصهيونية فسارعت إلى توظيف اعتداءات تنظيم داعش في سيناء لخدمتها وتعزيز حربها ضد المقاومة الفلسطينية وحماس بالتحديد.نعلم أن الجهات الرسمية في النظام المصري تدرك غاية وأهداف "الأسافين" التي اعتادت اسرائيل غرسها في الجسم العربي،ولهذا فالقاهرة الرسمية لم تصرح بأي شيء،على عكس ما تردد في فضائيات التلفزة المصرية الخاصة المعروف توجهها، وبعض الجهات المصرية الحاقدة ، فإن العلاقة الرسمية بين حماس ومصر لم تشهد تبادلاً للاتهامات، وهو ما أغضب البعض ودفعه إلى محاولة إثارة الفتنة من جديد.مؤسس جريدة (المصري اليوم)،الصحفي هشام قاسم يرى في حديثه إلى (يديعوت احرونوت)الإسرائيلية أن:" العدو الحقيقي للمصريين هو حماس وداعش" ، ونقلت عن قاسم قوله: إن "إسرائيل ليست هي العدو، ولدينا عمل جيد معكم في الشؤون الأمنية وتعلّم الطرفان أن يعملا بصمت، عند الضرورة، يرفعون السماعة ويتصلون بكم، والعكس".سقوط مريع لبعض الصحفيين المصريين في مستنقع التطبيع مع إسرائيل،والتمترس في الخندق المعادي لحركة حماس التي تمثل جزءا لا يستهان به من المقاومة للمحتل والخريطة السياسية الفلسطينية.لن نقع في الفخ الإسرائيلي كما حدث مع بهلوانات الإعلام المصري ، فنقول إن إسرائيل استشعرت قلقا من احتمال حدوث تقارب بين حركة حماس ومصر على قاعدة المصالح المشتركة لدرء الأخطار وحماية الأمن القومي ،أساسها مواجهة تنظيم داعش في القطاع وسيناء طالما أنهما ضمن دائرة الاستهداف من التنظيمات الإرهابية عموما ،وهذا ما أظنه توجه إيجابي من الجانبين ،ومن مصر تحديدا ،ويدل على تغيير سياستها تجاه حركة حماس . التحريض الإسرائيلي عبر وسائل إعلامها، وتلك التصريحات للعديد من قادة العدو بإقحام كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) فيما يجري بمصر عموما ، هدفه إبعاد المصريين عن القضية الفلسطينية، كما يعتبر تحريضا واضحا لتوريط الجيش المصري لضرب قطاع غزة ليخوض بالوكالة حربا على الفلسطينيين ويتحقق الأمن للكيان الصهيوني، لكن هناك في القاهرة حكماء راشدين دوما يسعون إلى تفويت الفرصة على العدو الإسرائيلي وإحباط تحريضه، وستفشل محاولات تل أبيب في زرع الفتنة والعداوة بين القاهرة وغزة، لإعادة الأمور إلى الوراء عقب الانفراجة ،وان كانت محدودة في هذه المرحلة، إلاّ أن الأمل يبقى معقودا بحدوث الأفضل،فالقاهرة هي حافظة الملف الفلسطيني وراعية المصالحة كما أنها لها الدور الرئيسي في الوساطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي التي رعت مفاوضات التهدئة بين الجانبين بعد العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة العام 2014 ،والى الخميس المقبل .