09 نوفمبر 2025

تسجيل

سلمــوا لـي علـى (العُظمى) !

09 يونيو 2019

زارهم قبل عدة أيام ليؤكد للعالم بأن المناطق الجنوبية تنعم بالأمان وليس كما يصوره الإعلام المتربص بأمن ( المملكة ) بأن الحوثيين يعبثون بجنوبها ويستحلون مواقع الجيش السعودي الثابت في مواقعه وبعد هذه الأيام القليلة من زيارة ولي العهد السعودي المشؤومة استحل الحوثيون أكثر من عشرين موقعا لجيش المملكة وتوغلوا في المناطق التي زارها بل ووثقوا كل هذا وأذاعوه! بهذا المشهد اختصر الحوثيون حكاية ( الهياط السعودي ) الذي يستمر السعوديون فيه رغم المهالك التي بدأت في حصد أرواحهم في الجنوب والتهديدات الجادة التي تأتي على شكل صواريخ وطائرات مسيرة وصل معظمها إلى وسط الرياض وإلى منشآت نفطية ورغم أن الزيارة التي قام بها محمد بن سلمان إلى هذه المناطق كان لطمأنة أهلها بأن الأمور الأمنية تسير على ما يرام إلا أن الرد الحوثي كان سريعا واستطاعوا أن يثبتوا لهذا الصغير بأنهم لو تلقوا مزيدا من الدعم والسلاح لكانوا يشاركونه اليوم غرفة نومه ومائدة طعامه في رد صارخ لما روّج له مبس في بدايات غاراته الآثمة على اليمن أن قواته تستطيع اجتثاث الحوثيين في أيام لتستمر هذه الحرب العبثية إلى أكثر من أربع سنوات، دمر فيه التحالف السعودي الإماراتي اليمن وحولوه إلى دمار ومرض وموت بل واحتلوا جنوبه وغزوا جزيرة سقطرى اليمنية وسرقوا أشجارها وآثارها ومحوا كل تاريخ اليمن ونسبوه لأنفسهم واليوم يأتي محمد بن سلمان ليعلن عن أمن وأمان المملكة وأنهم يعيشون برخاء تحت سلطانه وظل والده رغم الإعلام الحربي الذي يبثه الحوثيون ويؤكدون فيه أن الهياط السعودي كان حلما من أمنيات فهوى فما الذي استفادته الرياض من التغرير بشعبها في أن الأمور الأمنية تسير على ما يرام في حدودها الجنوبية التي اُجبرت القوات القطرية يوما على مغادرتها بعد أن كانت تسهم بشكل كبير في حمايتها وتأمينها. ولم لا تعترف المملكة بأن حصار قطر أسهم بصورة كبيرة ومؤثرة في الويل الذي تلاقيه رغم محاولات ( توتو وناسة ) المضنية في إغراق البلاد بالحفلات الغنائية والفعاليات التي كانت تنأى السعودية والخليج عموما من أن تجري فصولها على أرضه لخروجها عن الدين والأعراف والقيم ؟! لمَ تكابر الرياض في الاعتراف بأن العدو الذي تلاقيه هو عدو حقيقي أذاقهم العذاب ولا يزال وأن كل القمم الواهية التي أرادت بها استعطاف المنطقة والعالمين العربي والإسلامي من خلال عقدها في مكة لم تؤت أكلها لأن هذا العدو أهداهم احتلالا لما يزيد على عشرين موقعا كان يحتلها الجيش السعودي في رد بليغ لمستوى هذه القمم التي اختصرت كل آلام منطقتنا وويلات وطننا العربي الممتد وهموم عالمنا الإسلامي الكبير إلى مشكلة السعودية مع إيران وأن الخطر الذي تمثله طهران على الجميع هو الأكبر والأخطر من إسرائيل نفسها التي أصبحت اليوم تتباهى بالغزل السعودي الإماراتي لها وبالزواج الشرعي الذي أقامته المنامة معها علنا ؟! هل هذه هي (السعودية العظمى) التي أزعجنا فيها المهايطون السعوديون في تويتر بالإضافة إلى مرتزقتهم الذين يلاقون أمام كل تطبيل زائف حفنة من مال رخيص لا أظن أنه يشبعهم؟! أي عظمى وأي (بطيخ) يا هؤلاء ؟! هل العظمى أن تحاول السيطرة على من يصغرها حجما لكنه يفوقها حكمة وذكاء مثل قطر ؟ هل العظمى أن تتبع إحدى إمارات الشر السبع وولي عهدها المهووس بالمؤامرات والتخطيط لتدمير كل بلد يفوقه ثروة وغنى وهمة ؟! هل العظمى أن عصابة حوثية لم تتعد بحسب الاحصائيات السعودية المضحكة عن أنفار معدودين استطاعت أن تضيء سماء المملكة بصورة متكررة وعديدة بصواريخها وتهدد أمن الشعب الذي لا أظن أن معظمه يصدق ترهات ابن سلمان وبطانته الفاسدة ؟! هل العظمى أن تواصل عناد طفولي مضحك في سبيل تبعيتها المفرطة لابن زايد المعقد من فقدان تاريخ لأرضه ودولته الهشة ولذا يحاول بكل الطرق التافهة أن يسرق من تاريخ اليمن وينسبه لنفسه ووطنه ؟! هل هذه هي العظمى ؟! سلموا لي على هذه العظمى وقولوا لها إن كلمة (العظام) أيضا من مشتقات العظمى ولكن تختلف في ترتيب الحروف !. ◄ فاصلة أخيرة: الحمد لله الذي عافانا مما ابتُلي به غيرنا وفضلنا على كثير من خلقه. [email protected]