15 نوفمبر 2025

تسجيل

المهرجان..المهرجان "والخمج الإداري"

09 مايو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عندما أقلعت الطائرة القطرية من مطار حمد الدولي وابتلعت عجلاتها في بطنها وهي متجهة إلى مطار الخرطوم الدولي في بدايات شهر مارس الماضي كنت أكثر الناس سعادة في هذه الرحلة..أولا لأني كنت قد وقعت عقدا إيجابيا مع سفارة السودان في الدوحة لتنظيم مهرجان الأخوة القطري السوداني بصفتي الاعتبارية والمهنية والشخصية ومديرا لشركة النورس للخدمات الإعلامية حيث تمت تسميتي "المدير التنفيذي للمهرجان" وكانت رحلتي لعاصمة بلادي للترويج للمهرجان الذي ارتبطت به وارتبط بي كثيرا..والسبب الثاني لسعادتي في هذه الرحلة أن قائد الطائرة القطرية كان الكابتن الحلفاوي الجميل "رشدي عبدالمجيد كنينة" وهذا مصدر فخر لي ولعموم الحلفاويين والدناقلة والمحس وما جاورهم ولكل السودان حقيقة..وكنت مزهوا بحديثي مع الكابتن كنينة وهو في المقصورة وسط نظرات الإعجاب من السودانيين الجميلين الذين اكتشفوا أن قائدهم هو سوداني وحلفاوي وبرطن كمان..وبعد أن وصلنا إلى أرضنا الحبيبة سالمين احتفت بي الخرطوم أيما احتفاء..استقبالات من فئة الخمس نجوم ومواعيد مع عدد من الشخصيات المهمة والمؤثرة ولقاءات تلفزيونية عامرة بشيق الحديث وأطيبه وأمتعه مع عدد من الزملاء والزميلات كان كل ذلك بهدف التسويق والترويج للمهرجان الذي تشرفت بإدارته والإشراف على تفاصيله بعد وضع الخطة اللازمة لتحقيق النجاح والهدف من انطلاق المهرجان والذي كان من أنبل أهدافه تعزيز العلاقة بين الدوحة والخرطوم في شتى المجالات كنوع من مهام الدبلوماسية الشعبية التي تشرفت باعتلاء منصتها بالتنسيق مع الدبلوماسية السياسية بقيادة السفيرين الأخ الشاب المتمكن والحاسم ياسر خضر خلف الله والسفير البلدوزر كما يحلو له تسميتي حسين محمد حسين الذي ما إن استمعت إليه حتى يأتيك فورا إحساسا بأن مشاكل السودان ستحل في غضون ثلاثة أسابيع على أكثر تقدير..وتداخل معي سعادة الأخ ياسر خضر في لقاء على الهواء في قناة النيل الأزرق عن تفاصيل المهرجان التي وضعنا برنامجها بعناية وحرفية فائقة وأمن سعادته على ما تفضلت بطرحه أمام السادة المشاهدين.. وتكرر اللقاء في فضائيتي الشروق والتلفزيون القومي وفي خلال ثلاثة أيام أصبحت أكثر شهرة من السباح العالمي سلطان كيجاب في أيامه وانتشر خبر المهرجان بأسرع من القاطرة البشرية موسى مدني...وعم القرى والحضر والولايات والمحافظات والمعتمديات والمحليات..وحقيقة وجدت دعما كبيرا من الزملاء الإعلاميين والمسؤولين وبعض الإخوة الكرام الذين تشرفت بمعرفتهم خلال وجودي في عاصمتنا الفتية. ولا أنسى الجهود الطيبة لسعادة السفير البلدوزر حسين محمد حسين الذي يحظى بنصيب الضرغام في دخولي في هذا المهرجان الذي قطعت فيه شوطا كبيرا وصرفنا عليه ما طال من أموال وأعمال على مدى أكثر من خمس أشهر ميلادية..ولدى عودتي من رحلة الترويج الناجحة إلى الدوحة فوجئت بمجموعة من التناقضات والتحديات التي كانت بمثابة صدمة كبيرة لي وللزملاء والزميلات الذين يعملون معي ليل نهار حيث ظهرت شركة أخرى ستنظم نفس المهرجان وبنفس التفاصيل المملة التي تمت مع شركتنا ولديها نفس الصلاحيات التي منحت لنا! حقيقة فوجئت كثيرا لهذا "الخمج الإداري" الذي سبب لي صداعا موجعا وضغطا مرتفعا لأن هذا السلوك لا يتناسب أبدًا مع من تعاملت معهم من البداية ولا مع خبراتهم وتاريخهم وأصولهم..مما جعلني أتيقن أن هناك من "عمل لينا عمل" حتى تتفركش العملية وتضيع الأموال التي صرفناها..وتوالت الأسئلة والاستفسارات من جميع الأنحاء تسألني عن المهرجان حيث كانت هناك بعض الالتزامات مع البعض لحضور المهرجان من عدد من الدول بوصفي مديرا للمهرجان ومسؤولا عن كل تفاصيله...في الحقيقة حاول الأخ الكريم السفير ياسر خضر التوفيق والتعامل معنا بدبلوماسية لأنه تيقن تماما بأن هناك خطأ ما وقع في وقت ما وفي مكان ما..وحاول وحاول أن"يرقع" بعض الأمور. لكني لم أستطع التعايش مع مخرجات السفارة في الآخر من قرار اعتذرت عن عدم قبوله وآثرت الانسحاب مما سمي بالمهرجان الثقافي والذي كان ضمن فقرات المهرجان الكبير الخاص بنا. وحقيقة لا أود الخوض في كثير من السلبيات التي صاحبت هذه القضية لأني في الوقت نفسه لا أريد طرح المزيد من الأسماء وما فعله كل منهم.ومن خلال هذه السطور وددت إلقاء الضوء على ما حدث دون تفاصيل لأني لا أريد التعرض لأحد في هذه الأيام المباركة رغم التقصير الذي حدث والظلم الذي تعرضنا له لكني أنتظر من السفارة السودانية أن تعوضنا عن الأموال التي تم صرفها وفي هذا رد اعتبار مادي ومعنوي لنا ونعلم أن لكل جواد كبوة مع اختلاف قوة هذه الكبوة واتجاهها ومقصدها..ولا نود طرق الأبواب الأخرى بل يكفينا رد الاعتبار وأن يعترف البشر بأخطائهم وخير الخطائين التوابون..وعاش السودان حرا مستقلا بعيدا عن الظلم والفساد والمصالح الشخصية.وكل عام وأنتم بخير..