12 نوفمبر 2025

تسجيل

المسرح العربي بين الطموح والتحديات.. "أيام الشارقة" نموذجًا (4)

09 مايو 2016

3- وعاشوا عيشة سعيدة: للمسرحي العراقي الصديق علي الزيدي العديد من الأعمال المسرحية المتميزة ويتسابق الجميع الآن على طرح نصوصه فوق خشبة المسرح. في قطر مثلًا كان ابني فيصل سباقًا في تقديم أكثر من عمل. فهذا الكاتب الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى صاحب رصيد ضخم من الأعمال. وعبر النشاط المسرحي تصدي لإخراج العمل الفنان العراقي كاظم نصار وهو مخرج صاحب تجارب عدة. والعمل قدم لمسرح "كلباء"، الأحداث تجرى داخل صالون حلاقة نسوي تلج إلى الصالون سيدتان.. كلتاهن تحلم بالزواج وتحملان فستان زفاف.. كل منهن تنتظر العريس المنتظر.. وفي انتظار مالا يأتي.. العمر يمضي بهما.. والقادم غائب واليأس يغلف مسار كلتاهما.. أما الفراش فلا يأبى بأحلام المرأتين.. لأن مثل هذه النماذج قد مرت به كثيرًا. نساء تحملن أحلاما ولكن لا تتحقق.الصراع هنا بين المرأتين والكوافير والمخرج قد ذهب بعيدًا عبر ملء الخشبة بما لا تحتاجه الخشبة. وكيف تناسى وهو الأستاذ ويحمل فوق كاهله تاريخيًا مسرحيًا في بلاد الرافدين. أن العرض متى ما كان بسيطًا كان عميقًا. لا أدرى لماذا حشد كل شيء فوق خشبة المسرح والأداء الانفعالي المبالغ من قبل الفنانين. أعتقد أن خيوط اللعبة قد ضاعت من بين أصابع وأفكار ورؤى المخرج. نعم الإطار عبثي.. ولكن هل العبث أن يلعب المخرج بعقول المتلقي. بين الطرح العبثي من قبل المؤلف بين الإطار الواقعي في الديكور وحمل الخشبة ما لا يحتمل من أدوات وإكسسوارات وأزياء ومرايا وغيرها. كان هناك خلط حقيقي للعديد من المدارس والاتجاهات. طبعًا أي عرض مسرحي يحمل العديد من الدلالات ولكن هنا كان الأمر مغلفًا بالتشويش.. حتى وأن كان هذا الإطار مقصودًا. أن يخلق إطارا يمتزج فيه العرس بالمأتم.. وهل على المتلقي أن يعيش عذابات الطرح.. أليس فن المسرح.. فن الفرجة والفكر.. هذا لا يعني أن الممثلتين لم يقدما جهدًا طوال العرض. ولكن المسرح وضوح.. وضوح الفكر.. والبساطة في التعامل مع مفردات العمل.. سؤال أخير لماذا وضع المخرج الكتلة والتي شكلت عائقًا في ذاكرة الملتقي ولم يتم استخدامه..؟ مجرد سؤال.4- حافة الاقتراب – مسرح أم القوسين.هذا العمل من تأليف وإخراج فنان عراقي أسهم ويساهم عبر كل المسارح في منطقة الخليج العربي وآخرهما "الغرق في أحواض الزجاج" لفرقة قطر المسرحية – من إخراج الشاب فيصل حسن رشيد التيمة الأساسية مشكلة الإنسان في الواقع المعاش. مأساة المهاجرين لا يهم المكان.. العراق كردستان، سوريا.. وأي قطر عربي أو أجنبي. ذلك أن مأساة اللاجئين في آسيا وإفريقيا وحتى بعض دول أوروبا وأمريكا تعاني منها. من ينسى مثلًا مأساة البوسنة والهرسك أو قوارب الموت في إفريقيا أو غيرها. الموضوع باختصار شاب يهرب من واقعه إلى واقع أكثر سوءًا. حيث يلجأ إلى مكان يعيش فيه إنسان منعزل عن العالم. بيت أشبه بالكوخ.. في مكان مجهول.. الصراع هنا بين صاحب الكوخ والشاب القادم. ومحاولة الشاب معرفة ماذا في هذا الكوخ؟ وليس في الكوخ سوى رماد زوجة، العجوز الذي احتفظ بها. المؤلف المخرج محمود أبو العباس مهموم بقضية الوطن.. وهو شاهد على ما يحدث من تهجير للأفكار والعقول.. وشاهد على ما تجسده الشاشات بشكل يومي حول مأساة الإنسان. لذا اختار هذه الفكرة ومن خلالها طرح نماذجه نعم هناك شعوب بلا وطن.. وأناس فقدوا حتى الارتباط بالأحلام أنها مأساة إنسانية ذو صبغة عالمية.