07 نوفمبر 2025
تسجيلالتاريخ الإسلامي يحفل بأعلام النساء وممن احتل منزلة مرموقة من النساء سواء على المستوى العلمي أو المهني فكان منهن العالمة والفقيهة والطبيبة والمربية والمعلمة وضربن أروع الأمثال في طلبهن للعلم. فهذه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها؛ كانت خير معين لرسولنا "صلى الله عليه وسلم" فكانت خير الناس وكانت تتاجر في مالها فتبيع وتشتري وكانت صاحبة أعمال، وعمل لها الرسول صلى الله عليه وسلم بالتجارة وكانت عونا له وحزن لفراقها حزنا شديدا. وهذه زبيدة زوج هارون الرشيد، كانت حافظة عالمة قارئة نشأت مولعة بالشعر محبة للأدب حتى إنها تزين حيطان غرفتها بالستائر الموشاة بالأبيات الجميلة من الشعر البديع، وكان من بين جواريها مائة جارية يعرفن القراءة والكتابة وقول الشعر ويحفظن القرآن الكريم، وكان لها أثر كبير في إنشاء المكتبات والمشافي ودور العلم. أما الشاعرة ولادة بنت الخليفة المستكفي بالله فكانت أديبة، ناظرت الأدباء والشعراء وكان قصرها منتدى متسع يؤوي رجالات الشعر والأدب والعلماء والقضاة. وهذه فاطمة بنت محمد السمرقندية؛ كانت عالمة فاضلة وفقيهة محدثة ذات خط جميل أخذت العلم عن كثير من العلماء وتصدرت للتدريس وألفت مؤلفات متعددة في الفقه والحديث، وعاصرت الملك نور الدين 519هـ، واستشارها في بعض الشؤون المحلية في الدولة. أما الطبيبة زينب فأشار إليها ابن أبي أصيبعة في كتابه طبقات الأطباء وذكر أنها طبيبة بني أود، وقد عرفت بعلاج أمراض العيون. وقد تكرر ذكر العلماء الأعلام لعديد من النساء العالمات اللاتي تلقوا على أيديهن أو أنهن أجزنهم في علم من العلوم فتكرر لديهم عبارات (أخبرتنا فلانة) أو (سمعنا من فلانة) كثيرا من خلال ترجمة إحدى النساء العالمات، أو سرد حديث من الأحاديث الشريفة، كان من هؤلاء الخطيب البغدادي، والحافظ ابن عساكر، وابن حجر، وتقي الدين الفاسي وغيرهم من العلماء الذين لم ينفوا أنهم درسوا على أيدي أمثال هؤلاء (الشيخات) بل على العكس افتخروا بذلك وكرروا ذكرهن في مسانيدهم. وكان للنساء أيضا مشاركة فعالة في تشجيع حركة التعليم في بعض عصور الإسلام عن طريق الإسهام بإنشاء المدارس ودور التعليم على اختلافها، ووقف الأوقاف القائمة بها، وليس أدل على ذلك الدور وأهميته منذ عهود مبكرة أن ثالث مدرسة أنشئت ببغداد في العصر العباسي كانت من إنشاء (تركان بنت تراج) الجلالية زوجة السلطان ملكشاه السلجوقي (487 هـ - 1094م).