15 نوفمبر 2025
تسجيلعظمة المرء أيها الشباب من عظمة ما يؤمن به، وما يدافع عنه. وأن ديننا الحنيف يوجهنا إلى حب الحق واحترام الحقيقة، وأن الحق من أسماء الله تعالى، ونبينا صلى الله عليه وسلم جاء بالحق، وبالحق قامت السماوات والأرض، علينا موالاة الحق ونصرته عملا بقوله تعالى في سورة "العصر": (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). فالتواصي "بالصبر" في هذه الآية لإحقاق الحق ونصرته. أبنائي الشباب، تسمعون اليوم الكثير من الأخبار المتداولة، وتقرأون الكثير مما يكتب على الإنترنت وتلاحظون كثيراً منه مجهول المصدر عديم الأسانيد.. هذا كله يلزمنا ألا نسارع إلى تصديق ما نسمع ونقله ونشره حتى لا نكون شركاء في تعميم الأخبار المغرضة. وقد ذكر الحق سبحانه بهذا الصدد الآية التي تقول: (ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). الحجرات: 6. قال صاحبي: ما الذي تعنيه بهذا بالنسبة لشبابنا؟ قلت: أعني الآتي: أ – تدريب أنفسهم على عدم تصديق كل ما يسمعونه من خلال إثارة التساؤل حوله، وان يدربوا نفوسهم على الإقلال من روايته ونشره بين الناس، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع" رواه مسلم. ب – أن يبحثوا دائماً عن مصدر القول الذي يسمعونه. ويحاولوا معرفة ناقلي القول. هل هم ثقاة أم لا؟ ج – كلما كانت سلسلة الرواة والناقلين للخبر طويلة، كانت امكانية وقوع الخطأ أكبر؛ فإذا قلت: حدثنا فلان عن فلان عن فلان أن فلان الوزير في عهد الدولة الأموية في عهد الخليفة الأموي.. هذه السلسلة من الرواة توقع الشباب في الخطأ. د – إن النقل الشفوي يظل غير دقيق، والناس يزيدون في الأخبار الشفوية حسب فهمهم وأمزجتهم وأهوائهم، فلا تتعاملوا مع ما تسمعونه من روايات تعاملا حرفيا ولا تثقوا بكل مفرداته؛ فكتاب "إغاثة الأمة بكشف الغمة" يحكي الكثير عن المجاعة التي حدثت في مصر في عهد الخليفة المستنصر الفاطمي بشيء كبير من المبالغة مما يجعل شبابنا لا يثق بكل مفردات الكتاب. هـ - كلما احتوى الخبر على غرائب وأمور غير مألوفة وجب علينا أن نتوقف وندقق فيه أكثر؛ لأن كثيراً من ذلك يكون غير صحيح أو مبالغا فيه. و – إن المطلوب منكم أيها الشباب التريث في إصدار الأحكام إلى أن ينتهي المتحدث من كلامه، والكاتب من موضوعه والذي قد ينشره على حلقات عديدة؛ لأنكم لن تعرفوا مقداره، وخطأه وصوابه حتى ينتهي.