09 نوفمبر 2025

تسجيل

وتَرَجَّلَ الفارس اليقظ الدكتور محمد عمارة رحمه الله

09 مارس 2020

((إِنَّ لِلَّـهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمَّىً..)) ففي مساء يوم الجمعة الرابع من شهر رجب 1441 من الهجرة، الموافق الثامن والعشرين من شهر فبراير 2020 من الميلاد، رحل عن هذه الدنيا الفانية المفكر المصلح والداعي إلى الله الجريء بقول كلمة الحق، والمدافع عن دين الله وشريعته الدكتور محمد عمارة رحمه الله، ترجّل هذا الفارس الأصيل اليقظ عن جواده الأصيل. الدكتور محمد عمارة رحمه الله عملاق من عمالقة الفكر الإسلامي الراشد، ورائد من رواد الاعتدال، فهو من الطراز الفريد من نوعه، فريد في الحديث والفكر، وفي التجديد والعطاء المنضبط الأصيل، تَميّز في التأليف والرد الحجة بالحجة القوية، الصادع بالحق لا يخاف في الله لومة لائم، ناصح للحكام والمحكومين، وللعلماء والمفكرين، صاحب الصوت الجريء المتميز عن غيره، مواقفه واضحة لا تلوّن فيها، نبذ القمع والإجرام والإرهاب العسكري الانقلابي في مصر، وقال عن مجزرة رابعة "هذا اليوم هو أكثر الأيام سواداً في تاريخ مصر"، و"هذا فجور ليس له نظير في تاريخ مصر". لم يركن هذا الحارس اليقظ رحمه الله يوماً إلى الذين ظلموا، ولم يكن ظهيراً للحكام الطغاة المستكبرين في الأرض أكلة حقوق الناس المتلاعبين بقضايا الأمة وثوابتها وثرواتها، ولم يُداهن على حساب دينه وعقيدته وشؤون أمته، صلب في دينه وثابت في مواجهة ومقارعة الظلم والطغيان والاستكبار السياسي واضح وجاد، سيف من سيوف الحق نصير للحق وأهله. ومن كلماته رحمه الله "وإذا كانت عمارة الأرض هي المقاصد العظمى من وراء استخلاف الله للإنسان، فإن الإبداع الإنساني في سفر ميادين العمران البشري داخل في السبل والآليات التي لابد منها لتحقيق مقاصد هذا الاستخلاف.. شريطة ألاّ يخالف هذا الإبداع ديناً ثابتاً في البلاغ القرآني أو في البيان النبوي لهذا البلاغ". ومن كلماته رحمه الله " وإنما الإيمان الإسلامي بناء كامل وشامخ ومحيط..". وأخيراً.. لكل إنسان نهاية، ولكن هناك فرق شاسع بين نهاية مفكر وعالم ومصلح خدم دينه وأمته ووطنه ويترحم عليه الجميع في جميع القارات، وبين نهاية كل ظالم مستبد متغطرس نهب الوطن وأضاع ثرواته، وسجن العلماء والدعاة والمصلحين، وكل من يريد الخير لأمته ووطنه. ألا ما أبعد الفرق!. فرحمك الله يا دكتور محمد عمارة وجعل قبرك روضة من رياض الجنة. ومضة رحم الله المفكر الكبير الفارس اليقظ الدكتور محمد عمارة وأسكنه فسيح جناته وألحقنا به مع النبيين، والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، واجزه يا رب خير الجزاء على ما قدمه لدينه وأمته، ونفع بما تركه للأمة من تراث ضخمٍ من المؤلفات رحمه الله، و"إنا لله وإنا إليه راجعون". [email protected]