14 نوفمبر 2025

تسجيل

السودان: المواجهة بين طائفة الأنصار والحكومة.. المآلات والمخاطر!

09 فبراير 2015

يتصاعد الخلاف بين حزب الأمة القومي، الحزب المعارض الأكبر في السودان، مسنودا بطائفة الأنصار، الطائفة الدينية الأكبر، وبين الرئيس البشير وحكومته، على اثر شروع الحكومة في إجراءات حل أو تجميد الحزب على خلفية توقيعه على بيان (نداء السودان) في أديس أبابا مع أحزاب معارضة أخرى بلغ عددها أربعة عشر حزبا. استثناء تلك الأحزاب من أي إجراءات قانونية واستهداف حزب الأمة منفردا بإجراءات الحل والتجميد أربك، ويربك المراقبين والمحللين. ويصب الزيت في نار الخلاف الملتهبة أصلا. ولكن المراقبين يتوقفون عند محطة أخرى سابقة هي محطة توقيع السيد المهدي على بيان تحالف مع الجبهة الثورية في مدينة باريس في الثالث من ديسمبر الماضي اعتبرته الحكومة تحالفا عسكريا ضدها ينطلق من أقاليم دارفور وكردفان وجنوب النيل الأزرق. بل وزعمت أن جهاز الموساد الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية هما وراء ذلك العمل رغبة منهما في تكوين حكومة في الفاشر بقيادة السيد المهدي. وقد قوبل هذا الادعاء بما يستحق من سخرية وتندر لجهة عدم احترامه لعقول الشعب السوداني المخاطب بهذا الكلام الغريب الغير قابل للتصديق. خسارة النظام للسيد المهدي يجمع كل المراقبين بأنها خسارة كبيرة وغير مبررة. فالمعروف أن زعيم حزب الأمة، السيد الصادق المهدي، كان الأكثر مناداة بعدم إقصاء الحزب الحاكم من أية تسوية قادمة. وكان يفضل شعار (نظام جديد) بديلا لشعار (إسقاط النظام) رفضا عمليا من جانبه لسياسة الإقصاء التي سار عليها السيد البشير على مدى ناهز ربع قرن من الزمن. ولم يكسب منها السيد البشير أو حزبه غير العزلة. يرى المراقبون أن استهداف الحزب الأكبر والطائفة الأكبر في البلاد هو عمل استفزازي متعمد دفعت إليه مجموعة الصقور في نظام الرئيس البشير وبتحريض إضافي من تشكيلات ورقية خاملة الشأن والذكر ولا قواعد لها همها الوحيد هو الحيلولة دون الوصول إلى أي وفاق يفقدها مواقعها غير المستحقة. الآن يضيف النظام إلى قائمة خصومه خصما جديدا هو طائفة الأنصار المليونية وحزبها. والكيانان لهما من المراس ما يعرفه النظام والشعب السوداني جيدا. فحزب الأمة ليس كأحد أحزاب الفكة التي يتندر بها الشعب سخرية واستهزاءا لجهة أنها أحزاب لافتات ورقية بلا قواعد أنشأها النظام كنوع من المباهاة أمام منتقديه في المحيط الدولي يبرهن بها أنه يحكم مجتمعا تتداول فيه السلطة عن طريق التنافس الديمقراطي الحر.يبقى السؤال الضروري في ظل أوضاع السودان المتردية الحالية هل هناك من ضرورة للتحرش بالحزب الأكبر وبالطائفة الأكبر، والأكثر مبادرة في اللحظات الحرجة. أنه قرار يفتقد إلى الحكمة السياسية. ولن يجني منه النظام غير المزيد من المخاطر السياسية. ويدلل على انسداد أفق البلاد السياسي بصورة خطرة.