10 نوفمبر 2025
تسجيلاتسعت الصدور والقلوب والعقول لقبول الجميع في تونس، مصر، وليبيا، واليمن خلال الحقب التاريخية الطويلة، ويكاد يكون المشهد اليوم يضيق على الكل بلا استثناء.. الصراعات المفتوحة بين الأحزاب والجماعات والرموز السياسية والدينية والثقافية في تصاعد، في الشارع والبيت والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام ومنابر المسجد والكنيسة والمؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية.. اختفت صورة الميادين الوردية وخطاباتها وشعاراتها التي أوت المسلم والمسيحي أو الاخواني والشيوعي أو الليبرالي والقومي واليساري. وحلت مكانها رايات التكفير والتخوين والعمالة والتعصب والتحزب والانغلاق على الذات والاتهامات بالظلامية والماضوية والتبعية للغرب أو التخلف والرجعية للأزمنة والعصور الغابرة؟!.الدكتور أحمد منيسي، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام يشير إلى أن التيار الليبرالي يخشى تحديداً من قيام الإسلاميين بتدْيِـين الدولة وصبغها بهُـوية إسلامية متشدِّدة، تضع قيوداً على الحريات الشخصية والعامة، على غِـرار ما حدث في بعض التجارب، رغم أن هناك تجارب أخرى قدَّمت الإسلام بوجهه الحضاري العظيم، مثل تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا، بينما يخشى الإسلاميون بدوْرهم من قيام التيار الليبرالي بتطبيق نموذج للديمقراطية يؤدّي إلى التأثير سلباً على هُـوية مصر الإسلامية والحضارية.. لكن بدل التلاقي والحوار تبرز الاشتباكات والاختلافات في الطريق، التي يمكن التعامل معها والوصول إلى رؤية عامة مشتركة تجمع الرفقاء والمتخاصمين تحت راية واحدة حول مفهوم الديمقراطية والتعددية السياسية وتداول السلطة.الصراع في الدول العربية بين الإسلاميين والليبراليين على شعارات الديمقراطية زائف ومعارك دونكشوتية ضد طواحين هواء وهمية. "انه الاقتصاد يا غبي"، وهي التي جعلت محمد البوعزيزي يضرم النار في جسده لتشتعل في شوارع الدول العربية الأخرى المفعمة بالديكتاتورية والفقر والبطالة. "انه الاقتصاد يا غبي" شعار بيل كلينتون الذي حمله إلى البيت الأبيض بعد أزمة حرب الخليج، والعجز والركود الذي ضرب أعظم قوة عسكرية في العالم، "انه الاقتصاد يا غبي" في ظل العجز وتردي الوضع الاقتصادي العربي، وتراجع قيمة العملة وإفلاس الشركات والمؤسسات، وتهريب رؤوس الأموال الوطنية إلى الخارج وانعدام الاستقرار السوقي وانحسار التدفقات الاستثمارية الخارجية وعدم تشجع استثمارات القطاع الخاص الداخلية، والحفاظ على الصناعة الوطنية وتحقيق الاستقرار للكيانات الاقتصادية القائمة، ودفع عجلة الإنتاج والتنمية.. تسير التقارير الدولية من أن نبتة الديمقراطية لا تنمو إلا بين أفراد يزيد دخلهم على عشرة آلاف دولار سنوياً. وأن أكثر شعوب الأرض فقراً هي الشعوب العربية، حيث متوسط دخل الفرد السنوي لا يزيد على ألف دولار لنسبة تزيد على 70 % من سكان العالم العربي؟!.