10 نوفمبر 2025
تسجيلغريبة هذه الحياة، ولا نجد الغرابة سوى في أفعالنا وتصرفاتنا، زهرة الحياة ورونقها بين يدينا تحولت لأشواك تجرح أيادينا، فمارسنا اشد أنواع الجرائم التي في محكمة الدنيا لها حكم الإعدام أو الدية، وفي محكمتي الخاصة حيث ان ضميري وأوراقي يصدران الأحكام، انقلبت الاية وأصبح حكم هذه الجرائم النكراء العفو ونيل الدرجات العالية.. ولكن! من الذي يجب علينا قتله، وكيف نهرب من حُكم العدالة، وهل عالم الإجرام سيحضننا بعدها ونكون من اشهر المجرمين، ويكون القانون بين يدينا، لنرى من المقتول في (ملاكيات). 1 — سأقتل كل لحظة (تعيسة) تمر بيننا، وتفرض نفسها علينا، وتجعلنا نخشى مواجهة الدنيا بل ونختبئ كالخفافيش ونظهر ليلاً كي لا يرانا احد، ناهيك عن نسياننا أن التعاسة لم يخلقها احدٌ غيرنا، فلماذا لا نحطم كل يأسٍ يقصد طريقه إلينا، ولماذا لا نلزم ونخوض تجربة واحدة فقط لنثبت أننا الأقوى رغم الظروف العصيبة التي تمر بنا وتحيطنا، وأننا بفضل الله نتغلب على كل ما يكدر صفو أجوائنا، جاء الوقت لأمسك سلاحي (التحدي) لأقتل التعاسة وأدفنها بيدي، وتكون التعاسة مقتولة وأنا وبكل فخرٍ قاتلها. 2 — سأقتل كل لحظة (ألم) تمر علينا ويكون سببها الناس وتصرفاتهم، بكلامهم يجرحوننا، وبتفسيراتهم لتصرفاتنا يتهموننا، يريدون النيل منا ليكونوا مواطن الضعف تُغرس في داخلنا، يريدون أن نجعل لهم ألف حساب وكتاب كي ينالوا الرضا منا، سُحقاً لنا وللمرتبة التي وصلنا لها، نظن وندعي أن كلام الناس لا يحرك فينا ساكناً وما إن تُفتح أفواههم بحرفٍ نشعر أن الأرض تريد أن تبلعنا، وهم يسخرون من ضعفنا، تباً لهذه اللحظات التي تجعلنا مُستعبدين لكلمات الناس، حان الأوان لكي نرفع في وجوههم السلاح ونقول: يكفي، ونقتل الخوف الذي زُرع في صدورنا منهم، فهم لا قيمة لهم عندنا، ولا قيمة لكلماتهم التافهة (التافه لا يتفوه إلا بأتفه العبارات)، رفعتُ سلاحي (يكفي) وقتلتهم ثم مزقتهم ودفنتهم في عالم الأشباح فهم لا وجود لهم بيننا. 3 — سأقتل الساعات البطيئة التي تبعدنا عن كل من نريدهم بجوارنا، هذه الساعات تلعب بأعصابنا، وترسم لنا الخيالات التي تسلب راحتنا، نضعُ كفاً على كف وننظر للساعة ونحتار فيها، حيث إن ثوانيها أبطأ من المعقول، ودقائقها أبطأ من ثوانيها، والساعات كأنها جثة غراب ننتظر من يحملها، حبذا لو بيدي لغيرت هذه الساعة وجعلتها تذوق مرارة الانتظار كي تكون كالبرق بعدها وتشعر بأنيننا ولهفتنا، اجل هذه اللحظات التي سأرفع عليها سلاحي (ارحمينا) واقتلها ان ظلت كما هي، ثم سأدفنها ولا اجعل لها أي وجود يُذكر. همسة: لدينا أمور كثيرة لابد من قتلها والتخلص منها، كي نُساير هذه الحياة بحلوها وننسى (مرارتها)، وإلا لن نستطيع مواكبة الحياة لطالما هناك معوقات تحول بيننا وبين السعادة، لا بأس أن تقتلوا هذه الأمور، ولا تخشوا ابداً الحُكم، فمحكمتي ستعفو عنكم بلا شك، لأنكم ستساعدونني في التخلص من كل ما يعكر (مزاجنا). بصمة حب: سأقتلك ولن أعفو عنك، وقتلي لك يكون بحبي الشديد الذي لن يشاركني فيه احد سواك، وسأجعلك تاجاً على رأسي، واسمك هو عنواني، وملامحك في قلبي، سأصدر عليك حُكم المؤبد لتسكن بقلبي دوماً، فلا مفر مني إلا (إلي).. حكمت بذلك محكمتي ولا مجال للتراجع في هذا الحكم، وانتهت الجلسة ياصا حبي. [email protected]