16 نوفمبر 2025
تسجيلهناك ظاهرةٌ هامة لا تنالُ اهتماماً إعلامياً كافيا عند الحديث التحليلي عن كرتنا القطرية من خلال بطولة الدوري، هي تلك المتعلقة بالممكن تحقيقه والشروط اللازمة لذلك. فتركيزنا ينصبُّ دائماً على الفوز والخسارة في مباراةٍ هنا وأخرى هناك، وكأنَّ ذلك هو المؤشر الذي نبني عليه توقعاتنا، فنصنع هالةً ضخمةً للفائز لا تتسق مع الواقع. مباراة الأهلي والجيش، أمسِ الأول، لم تكن بين فريقين فقط، وإنما بين إدارتين ناجحتين ومُـدَرِّبَـيْـنِ استطاعا قراءةَ فريقيهما جيداً فَـوَظَّفا لاعبيهما بشكل مميز، وقَدَّما مباراةً كبيرةً. ففوز الأهلي وتَفَـوُّقَـهُ لا يعنيان خسارة الجيش، وإنما يلفتان أنظارنا إلى التجربة الإدارية والفنية الرائعة لكليهما. كفاءةُ الجهازين الإداري والفني هي الأساس الذي ننطلق منه، فالجيش، مثلاً، لديه محترفون كبار، ونفس الشيء ينطبق على لخويا، لكن شتان بين مستوييهما وما حققاه من نتائج في الدوري. والأهلي لديه لاعبون محترفون جيدون، ونفس الشيء ينطبق على أم صلال، وأيضاً شتان بين الفريقين. هذا يقودنا إلى بحث نقطة ذات مدلولات كبيرة يُـرَدُّ بها على إدارات أنديةٍ جماهيرية أخرى، هي تلك المتصلة بالدعم الـمُعتمدةِ لفرق القدم. فضخامة المردود المالي لـمُحْـتَـرفي الجيش أكبر من مثيلتها لـمحترفي الأهلي، ورغم ذلك يستمر الأهلي في سعيه الحثيث للتقدُّمِ وينجح في ذلك. وننظر إلى الريان والعربي كمثالين معاكسين تنطبق عليهما نفس الحالة، لنجد الريان يعاني من التعثر والتراجع، والعربيّ الذي يعيش لحظة انتصارٍ على فريقٍ مُضَعْضَـعِ القوى وكأنَّ ذلك غَـيَّـرَ من واقع مسيرة التراجع التي يعيشها. ولنطرح مثالاً لإساءةِ توظيف الإعلام الرياضي للحَـدَثِ الكروي، فنجد أنفسنا أمام حالةٍ فريدةٍ من صُنْـعِ الهالة والبريق، كما هو الحال مع نادي لخويا الذي فاز على فريق لم يحقق شيئاً في الدوري هو أم صلال. فيُثارُ الحديثُ عن عودة لخويا للانتصارات وليس للمنافسة فقط. فهل يخدم ذلك الكرة القطرية، أم يجعلنا نعيش لحظة الانتصار الضعيف وكأنها بدايةٌ لمسيرةٍ من الإنجازات. نبارك للأهلي على المستوى الفني الرفيع، وهذه النتيجة التي أثلجت صدور جمهوره، وأشعلت نار المنافسة في الدوري.