15 نوفمبر 2025

تسجيل

الشبابُ والحالةُ الواقعيةُ في الفِكْـرِ والـمُمارَسةِ

08 أكتوبر 2014

لكلِّ قضيةٍ عامَّـةٍ بُعدانِ؛ واقعيٌّ وافتراضيٌّ، لكننا في آرائنا الـمُعْـلَنَـةِ نَميلِ لتغليبِ الافتراضاتِ والـمُيولِ الذاتيةِ على الواقعِ ومُفرداتِـهِ الحقيقيةِ الـمُعاشَـةِ، مِـمَّا يُـوْقِـعُـنا في الجَدَلِ، ويُدخلُنا في متاهاتِ الـ(أنا) والـ(أنت)، فلا تكونُ النتيجةُ إلا تَضَخُّـمَ القضايا بمُشكلاتٍ لا تتصلُ بها، نحنُ نعيشُ في دولةِ مؤسَّساتٍ ترعى كلَّ شؤونِنا استناداً إلى الدستورِ والقوانينِ واللوائحِ، وهذا ينطبقُ على الرياضةِ في مستواها الإداريِّ الرسميِّ، وفي الجانب الرياضيِّ، إنْ كانَ لشخصٍ رأي في اللجنةِ الأولـمبيةِ، أو الاتحاداتِ والأنديةِ الرياضيةِ، فهو حُرٌّ ولا حقَّ لأحدٍ أنْ يَحجرَ عليه ويمنعَـهُ عن إبدائِهِ، إلا أنَّ الطريفَ في الأمرِ هو أنَّ الشخصَ نفسَهُ يستخدمُ الحريةَ الـمَضمونة له بموجبِ القانونِ ليُشكِّكَ في دوافعِ مَنْ لا يرونَ رأيَهُ، فكأنَّهُ يحجرُ عليهم ويريدُ منهم تَـبَـنِّي ما يقولُ و لو كان سقيماً ركيكاً لا يخدمُ قضيةً، ولا يسمحُ بتَعدُّدِ الرُّؤى القادرةِ على التَّـجَـدُّدِ والتَّطَـوُّرِ في الفِكْـرِ والـمُمارسةِ الرياضيَّينِ، الحالةُ السابقةُ لا يُعاني منها الجيلُ الشابُ في بلادِنا، القادمٌ بقوةِ التعليمِ العالي، والثقافةِ الرفيعةِ، والاحتكاك بالحضاراتِ، دونَ أنْ يحملَ بذورَ العُقَـدِ التي عَطَّلتْ الجيلَ السابقِ عن الـمُشارَكَةِ الفاعلةِ في بناء الـمُجتمعِ وتنميتِـهِ، ويُلاحظُ في شبابِنا، من الجنسينِ، أنَّهم أقْـدَرُ على الالتزامِ الذاتيِّ بروحِ القانونِ في ممارسةِ العملِ العامِّ، في كلِّ مستوياتِـهِ، وهذا يجعلُنا نثقُ في قدرةِ بلادِنا، بجناحيها الرسميِّ والشعبيِّ، على تحقيقِ رؤيتِـنا الوطنيةِ لقطرَ 2030م، وما بعدها، يجبُ إعطاءُ الفرصةِ للشبابِ ليقودوا الحِراكَ النَّشِـطَ في وزاراتِنا وهيئاتِـنا ومؤسساتِنا الـمَدنيَّـةِ، وينبغي أنْ يُفْـسَـحَ لهم الـمَجالُ في الاتحاداتِ والأنديةِ الرياضيةِ والصحافةِ بخاصةٍ، لأنهم قادرونَ على إخراجِ مجتمعِـنا من الحالةِ الافتراضيةِ في التفكير والإدارةِ والـمُمارَسَةِ إلى الحالةِ الواقعيةِ التي تُمَـكِّنُـنا من استثمارِ الإنسانِ وإبداعاتِـهِ وثقافتِـهِ وتعليمِـه بصورةٍ مُثلى. كلمةٌ أخيرةٌ: يُخطئُ كثيراً مَنْ يظنُّ أنَّ السنَّ والخبرةَ العَمليةَ مقياسانِ للكفاءةِ والأهليةِ، لأنَّ روحَ الشبابِ وحيويَّـتِـهِ وعلمِـهِ هما الـمدخلُ لتكونَ الخبرةُ ذات فاعليةٍ في بناءِ الوطنِ.