11 نوفمبر 2025
تسجيلقليلون من يكتبون عن الحب بصدق وشفافية خاصة في هذه المرحلة المثقلة بالمتغيرات السريعة والاضطرابات التي أفقدتنا شوقنا للكلمة الجميلة والخيال والإبحار في عالمنا القصصي الجميل وحكاياتنا اليومية وتجاربنا التي لم نعد نتذكرها أو تلتفت إليها لقد فاجأتني صديقتي الكاتبة ماجدة الجاسم بإصدارها الجديد ضمن سلسلة مميزة من الإصدارات التي حملت اسمها بقلمها الجميل المبحر دوما في واقع الحياة إنها صاحبة قلم يكتب للمحبة بالدرجة الأولى وينادي بالحب والتآلف الجميل بين القلوب عبر حكاياتها القصيرة وشخوصها وأبطالها وأصوات القصة القصيرة في إصداراتها العديدة. تقول ماجدة الجاسم في مقدمة مجموعتها القصصية الجديدة (الحب المستحيل) العواطف متعددة وكثيرة بل ومتباينة كألوان الطيف سعادة يعقبها حزن ويأس يمحوه أمل وحب تصارعه كراهية ومابين هذه وتلك يعيش الإنسان واقعه بكل تفاصيله يسوقه القدر حيثما أراد وتتقاذفه أمواج الحياة في بحرها المتلاطم وأنسب طريق لتحريك مشاعرنا هي القصص والروايات فهي طريق عبورنا إلى عالم الخيال والعواطف لتحلق بنا بعيدا عن عالم الوحدة إلى ربيع المشاعر الرحب. بهذه المقدمة افتتحت الكاتبة القطرية ماجدة الجاسم مجموعتها القصصية التي استقتها من حكايات واقعية حدثت بالفعل كما تقول ليدخل القارئ بعد ذلك إلى عالمها القصصي الرحب حيث عنونت قصتها الأولى بالحب المستحيل الذي اتخذته عنوانا لغلاف كتابها ثم يأتي عنوان آخر هو زواج ابنتي وبعدها تتوالى العناوين منها (هي الأفضل ومن أجله وشائعات وحب عبر الإنترنت والطريق المسدود ونوبات جنون والغزالة الجريحة والحزين وأعز صديقاتي وعاشقة الطب. هي حكايات تضج بها حياتنا وتملأ لحظات العمر بتجارب عديدة قلما يتوقف عندها الإنسان ويتأملها، قصص تحلق بنا في عالم الخيال تارة وتعيدنا إلى الواقع الاجتماعي تارة أخرى وفي الحالتين تبقى هي مدونة جميلة تختبئ فيها الحكايات كأوراق الذكرى في دفتر مذكرات امرأة تعشق الحرف وتتقن صناعة الحكاية وترتيبها وتنسيقها زمنيا بأسلوب سردي وبقلم يدخل في تفاصيل المشاعر والأحاسيس والكلمات ليقدمها لنا على شكل قصة قصيرة مشوقة وبعيدة عن التكرار والجمود.