11 نوفمبر 2025

تسجيل

تواصل حضاري

08 مايو 2012

•• الأنظار تتجه إلى الدوحة من خلال مسابقة كأس سمو ‏الأمير والمربع الذهبي للمسابقة، حيث سيلعب اليوم فريق ‏الخريطيات صاحب مفاجأة ربع النهائي بإطاحته بفريق الريان، وتعجبني المفاجآت السارة التي تقدمها الرياضة القطرية في الترويج لأنشطتها للكشف عن الفعاليات التي تقيمها والتي تقام للترويج للبطولة يومي 9 و10 مايو الحالي، ويعجبني أيضا أنها لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، فمنذ الانتهاء من كأس ولي العهد التي حققت نجاحا والعمل يسير على قدم وساق بدون توقف. فالتحركات مستمرة والعقود بين المؤسسات الحكومية متعددة من القطاعات التي أبدت استعدادها للتعاون والعمل على نجاح المهمة الأكبر وهي أغلى البطولات حيث تسارعت الخطوات العملية وتم التعاقد مع العديد من الشركات من أجل المشاركة في الترويج للحدث الرياضي الكبير حيث بارك اتحاد الكرة النجاح الذي حققه شباب قطر من خلال كأس ولي العهد في التنظيم والإشراف. •• وما لفت انتباهي هي متابعة الإخوة المسؤولين للاطلاع على التقييم أولا بأول وذلك يمثل تحولا جذريا في الفكر القطري في التعامل مع الرياضة كمفهوم عصري له تأثيراته على الساحة ونحمد الله أن قادتنا يضعون كل الدعم الهادف الذي يخلق الإبداع ويساعد أصحاب القرار على الوقوف على كل المتغيرات والمستجدات التي تشهدها الساحة الرياضية بالدوحة. •• أحداث رياضية متعددة وكثيرة تمر بها الرياضة في دوحة الخير وتبقى "الكرة" هي صاحبة السبق والاهتمام خاصة مسابقة كأس الأمير التي أصبحت متابعة من كل الدول العربية خاصة دول المنطقة بعد أن أصبح الدوري محاطا بإعلام قوي ومنتشر بقوة على الساحة من خلال أجهزة الإعلام القطرية التي تسابق الزمن من أجل كسب أكبر عدد من المشاهدين أرضيا وفضائيا.. والبركة في نجاح التوجه الإعلامي بقطر وهذه ليست مبالغة أو مجاملة، فقد أشعر بذلك كلما أزور بلدي الثاني، حيث أدرك تماما حجم العمل والجهد الطيبين. •• قدمت قطر شهادة ميلاد للعديد من النجوم سواء على صعيد الألعاب الفردية أو الجماعية حيث تنطلق بعد أيام العديد من البطولات المهمة. فمازالت في ذاكرتي قبل دخولي إستاد خليفة الأولمبي التحفة، حيث وقفت أمام إحدى الصور التي تزين المدخل وقد ظهرت صورة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وهو يحمل معه كرة، وهذه اللقطة النادرة في أواخر الخمسينيات حيث توقفت عندها كثيرا أتأملها، فالأمير رياضي منذ صغره ويعشق الرياضة ويدعمها ويشجع أبناءه الرياضيين، فالصورة التاريخية تحكي قصة الأمير مع الرياضة وكرة القدم بالتحديد، فلولا هذا الدعم والمجهود الكبير الذي يوليه لما حققت الرياضة القطرية هذه الإنجازات والمكاسب الفنية والإدارية. ● وزادت من إعجابي أيضا إقامة متحف كأس سمو الأمير بالتعاون مع الحي الثقافي كتارا بمناسبة مرور 40 عاما على نشأة البطولة الغالية، فهذا المتحف يعبر عن الإرث العريق لهذه البطولة العزيزة، حيث قام الاتحاد بتجميع الكثير من المتعلقات بها خلال العقود الأربعة الماضية، وحفظها للأجيال المقبلة، تأكيدا على أن المستقبل يحتاج إلى استلهام التاريخ، حتى تتواصل قصة النجاح الكبير للكأس الغالية. المتحف يمثل تحولا حضاريا جديدا لضمان استمرارية قصة النجاح التي بدأها أبناء بومشعل والتي تخلد أسماء عدد كبير من الذين وضعوا بصمتهم فيها كتوثيق تاريخي لا بد من الحفاظ عليه، ولابد من تطوير اللعبة لدى المجتمع الذي يقبل على تحد عالمي كبير هو تنظيم المونديال، فحفظ الموروث الرياضي يعتبر من الأمور الوطنية الواجبة على كل أبناء الوطن، فشكرا للاتحاد القطري على هذا التوجه لتعميم ثقافة كرة القدم وتحقيق الاستمرار الحضاري كونها الرياضة الأولى لدى الشعوب. ويجب توصيل رسالة لما تمثله كرة القدم من قيم أصيلة تتمثل في التواصل الاجتماعي والإنساني والحضاري بين الأجيال.