09 نوفمبر 2025
تسجيلإذا كانت قصة علي بابا والأربعين حراميا حقيقة أم من نسج الخيال فلقد أصبحت مضرب مثل يتداوله الكثيرون ويستخدمونه في التعبير عن اللصوصية والسرقات فماذا نسمي الذي يحدث اليوم والذي فاق علي بابا وعلي ماما؟؟ فإذا لصوص ذاك الزمان سرقوا الأموال والحُلي والبضائع فلصوص هذا الزمن لم يكتفوا بسرقة خيرات البلاد والعباد بل سرقوا كل شيء وأحلوا كل شيء وتركوا الكثيرين على الحديدة أو الخشبة؟؟ فلقد سرقوا الأحلام والأمنيات والجهد بل تعدوا على حقوق رب العباد وسرقوا أغلى ما يملك الإنسان حياته، وحرموه حقه في الحياة وفي الوجود لعمارة الأرض بالخير والمحبة والسلام وتركوا للأطفال الأحزان والدموع الحائرة واليتم والتشرد؟! والسؤال الصعب في الإجابة عليه عندما يقولون أين أبي أو أين أمي؟ فلقد حرموهم حنان الوالدين وتركوا النساء أرامل وهن في عز الشباب ونسوا أن الله يرى صنيعهم، وقد يتساءل المرء هل هؤلاء حقيقة بشر لديهم ضمائر وبصر وبصيرة ويدينون بالإسلام؟ هل سمعوا عن فرعون وقارون؟ هل سمعوا عن أصحاب الأخدود؟ هل هم فعلاً من أبناء المسلمين؟ هل علموا عقوبة أفعالهم؟ هل أجسادهم على عذاب الله والنار تقوى؟ هل الخلود فيها أعاذنا الله منها وإياكم يُطاق؟ فعندما ننظر للدول التي يحلو للبعض تسميتها الأمم الكافرة يعيشون بسلام يتمتعون بحياتهم الدنيوية يلهون ويلعبون وهم في تقدم مستمر في كل المجالات لا وقت لهم للمهاترات والمنازعات والمكايد والدسائس فهم تركوها وراء ظهورهم فوظفت ثرواتهم خير توظيف في الصالح العام وليس في الطالح العام كما هو في عالمنا العربي والإسلامي؟ فلا وقت لديهم للنظر في مصالح البلاد والعباد وإنما يُسابق البعض من المهيمنين على جميع السلطات الوقت قبل أن يدركه الأجل ليسرق كل شيء ويبدد كل شيء على نزواته المريضة وعلى شلته العقيمة دون حساب من أحد أو رقيب بل وصل البعض درجة التسول باسم الشعوب ونسيَ هؤلاء من المغفلين أنهم لن يفلتوا من عقاب الآخرة وإن الله لهم بالمرصاد ولن يأخذوا معهم حتى قرشاً أحمر فسوف تبقى في البنوك ويمكن لا يعرف لها طريق؟ فليدرك أمثال هؤلاء ما تبقى لهم من وقت وليراجعوا أنفسهم المريضة ويتوبوا إلى الله توبة نصوحا ويعطوا الناس حقوقهم التي لا تسقط حتى على الشهداء رفيعي المنزلة عند الله، حتى ولو وصل البعض مرحلة اللاعودة فإن الله يغفر الذنوب جميعاً وباب عفوه مفتوح أربعا وعشرين ساعة بلا حرس وعسس، وآخر الكلام كل الذي نراه من نزاعات هدفها الأسمى المال والسلطة والتسلط على عباد الله وأكل أرزاقهم بالباطل بشعارات شتى مكافحة الإرهاب؟ فكيف يكافح الإرهابيون الإرهاب بشعارات دينية والإساءة الكبيرة بسببهم للإسلام بقطع الرؤوس وحرق الناس فهؤلاء لا يمثلون الدين ولكن يقومون بأدوار كلفوا بها من أجل إبعاد الناس عن الإسلام والسلام ختام ؟.