14 نوفمبر 2025

تسجيل

المجاهرة بالترفيه

08 فبراير 2019

الدول والمجتمعات النظيفة الراقية هي التي تسعى إلى أن تكون مجالات الترفيه ترفيهاً فيه رقي، وترفيهاً يرفع من القيم ويعززها بين أفراد المجتمع والأمة يعطيهم ويمنحهم الكثير القيمة المعنوية والفكرية والثقافية والحضارية والإيجابية في خدمة أوطانهم وأمتهم وإنسانيتهم. أما المجاهرة بالترفيه الساقط والذي يؤتى به من هنا وهناك، لا يزرع قيمة ولا ينمّي فكراً، ولا يحرّك مبادرة، ولا يبني حضارة وتقدماً، لا يهمهم سوى السقوط في الانحلال والتحرر من القيم والأخلاق التي تربى عليها المجتمع، ونشر الخلاعة والانحطاط. يقول أحدهم: ما رأيت سقوطاً مثل الذي يعلن بكل وقاحة وتبجح مثل الذي يدعو أفراد مجتمعه إلى الترفيه المبتذل والسقوط في مستنقعات الرذيلة، ومن حضر له يصفقون له بكل حرارة !. لا أدري أهو تصفيق إعجاب وتأييد؟!. أو تصفيق خوف وذلة وإهانة؟!. أو تصفيق الضياع والانبطاح؟!. أو تصفيق الارتزاق؟!. لقد كثر في هذه الآونة المجاهرة بالمعاصي والتنادي بها بوسائل الإعلام المختلفة وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وإقامة منتديات وتدشين احتفالات لها، وكأنها من علامات الحضارة والتقدم والرقي، والتناطح على الحصول على المراكز الأولى في الترفيه الساقط اللاقط المنحل، كل هذا لإرضاء الأسياد والتودد لهم، ألا بئس ما يصنع ويعلن!. وبئس من يؤيد ويبارك!. إنها لدليل على سوء الخلق والوقاحة وقلة أدب صاحبها، وذلة ومهانة وخبث باطنه، وحقده على مجتمعه وأمته، وضعة نفسه المريضة، حتى الدواب لا تفعلها، والدواب بفطرتها مسيرة كيف يكون الترفيه، ألا ترون الأفلام الوثائقية عن عالم الحيوان؟!. وصدق الشاعر حين قال إذَا رُزِقَ الْفَتَى وَجْهًا وَقَاحًا *** تَقَلَّبَ فِي الأمور كَمَا يَشَاءُ والواقع يقول: إذَا رُزِقَ المسؤول وَجْهًا وَقَاحًا *** تَقَلَّبَ فِي الأمور كَمَا يَشَاءُ قال تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستر الله عليه فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه ". "ومضة" تباً لكل من يعلن الحرب على الأخلاق والقيم ويناطح بها دين الله وشرع الله، ويؤجر علماء الدرهم والدينار ليسلموا عليه بحرارة وابتسامة لكي يبيحوا له الترفيه بالمجاهرة بالمعاصي، ويقولون ويدعون أنه ترفيه، والحيوانات لا تفعله. كفاكم انبطاحاً على موائد أعوان السلاطين والبطانة الفاسدة والمرتزقة والرويبضة؟. ألا من عاقل رشيد!. [email protected]