13 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يعد أمام الفصائل الفلسطينية من سبيل إلا سبيل المصالحة والتوافق على منهاج عمل واحد والتمسك بالثوابت التي ضحى من أجلها الشعب الفلسطيني جيلا وراء جيل ولئن فشلت اتفاقات المصالحة السابقة من اتفاق القاهرة 2005 إلى اتفاق الشاطئ 2014 فإن اتفاق مصالحة قادما ومتوقعا بات خيار حياة وبقاء لهذه الفصائل وخيار انتصار للشعب الفلسطيني نفسه للأسباب التالية: ــ فشل خيار المفاوضات فبعد أكثر من ثلاث وعشرين سنة على اتفاق أوسلو المشؤوم تعهد نتنياهو بعدم إقامة الدولة الفلسطينية، وقال إن خيارها لم يعد مقبولا ولا مطروحا من الجانب الإسرائيلي ومن بين الأسباب التي ساقها لتبرير تعنت (دولته) انقسام الفلسطينيين.ــ فشل خيار التنسيق الأمني الذي تعزز بعد تبني الرباعية التي استهدفت القضاء على المقاومةـ لخارطة الطريق 2003 في إنجاز حلم الدولة الفلسطينية فالكيان الصهيوني يشتري الوقت لإتمام عمليات تهويد القدس والتهام أراضي الضفة الغربية، وقد جعل هذا التنسيق من السلطة الفلسطينية كيانا وظيفيا أمنيا يضطلع بمهمة حماية الكيان الصهيوني وقطعان المستوطنين بما يعني أنه خطر مدمر لمشروع تحرير فلسطين. ــ نجاح الكيان الصهيوني في السيطرة على 80% من إيرادات السلطة وتهديدها بوقف هذه الإيرادات إذا أوقفت التنسيق الأمني أو حادت عن السياسة المطلوبة وبالتالي فليس أمام السلطة الفلسطينية إلا المصالحة والبحث مع شقيقاتها الفصائل الأخرى ومع الدول العربية المانحة عن كيفية الخلاص من هذا الابتزاز الذي وضع معادلة الرواتب والإيرادات مقابل التنسيق وتنفيذ المطلوب.ــ تصدي الولايات المتحدة لجهود السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة لنيل العضوية والانضمام للمعاهدات الدولية وعرقلة المساعي الفلسطينية في مجلس الأمن بل وفرض عقوبات مالية على المؤسسات الدولية التي تقبل بضم فلسطين إلى عضويتها وفي الوقت نفسه عدم الضغط على (إسرائيل) من أجل وقف الاستيطان وعمليات التهويد بل وتبني سياساتها وإعلان أوباما نفسه أمام الأيباك أن القدس ستكون عاصمة موحدة وأبدية لـ(إسرائيل) وقوله في ذكرى المحرقة اليهودية بواشنطن يوم 27 يناير الماضي " كلنا يهود" مما يعني فقدان الأمل في الولايات المتحدة كما فقد في الرباعية.ــ القضية الفلسطينية لم تعد من أولويات إيران بعد انحيازها إلى النظام السوري وتدخلها السافر في أكثر من بلد عربي وإقامتها حلفا غير معلن مع إسرائيل والولايات المتحدة خاصة بعد إبرامها للاتفاق النووي وحرصها على إنفاذه والاستفادة من آثاره.ــ انشغال الدول العربية في همومها الداخلية إلى الحد الذي باتت معه القضية الفلسطينية لا تشكل أولوية لمعظمها.ــ تحول مصر إزاء القضية الفلسطينية من عامل دفع إلى الأمام إلى عامل شد إلى الوراء بإغلاقها معبر رفح بصورة شبه كاملة وبحفرها قناة بطول 13 كم على حدودها مع غزة وملؤها بماء البحر لمنع الفلسطينيين من بناء أنفاق جديدة وإحكام الحصار عليهم وكذلك اشتراكها في حلف أمني اقتصادي يضم اليونان وقبرص وإسرائيل وبشكل غير مباشر الأردن. وهو ما أطلق عليه وصف "حلف دول الحوض الشرقي للبحر المتوسط " (بحسب يديعوت أحرونوت 28/1/2016) كما اشترطت مصر لفتح معبر رفح من بين ما اشترطته إجراء مصالحتين إحداهما داخل فتح بين دحلان والرئيس محمود عباس والأخرى بين فتح وحماس وواضح أن مصالحة حقيقية بين حماس وفتح سيكون لها أثر إيجابي في مواجهة الموقف المصري. ــ رفض الشعب الفلسطيني للتنسيق الأمني ومطالبته المستمرة بالوحدة بين الفصائل وقد عبر عن ذلك بتظاهرات التحقت بالربيع العربي منذ 2011. وبعد حرق عائلة الدوابشة في سبتمبر 2015 اشتعل الغضب وانطلقت الانتفاضة وكان الاحتجاج كبيرا على اعترافات اللواء ماجد فرج التي قال فيها إن التنسيق الأمني أحبط 200 عملية فلسطينية ضد الاحتلال والمصالحة بين فتح وحماس ستدعم المقاومة وتمكنها من مواجهة الاحتلال والاستيطان كليهما. ــ تعرض غزة لأزمات طاحنة منها أزمة دفع الرواتب وأزمات الكهرباء والغاز والخدمات العامة وثمة 40% من سكان القطاع البالغ عددهم قرابة المليونين نسمة يقعون تحت خط الفقر و922 ألفا منهم أصبحوا بحاجة للمساعدات.إن استمرار الانقسام ينعكس سلبا على مشروع تحرير فلسطين كما ينعكس سلبا على وحدة الشعب الفلسطيني وسلامة نسيجه الاجتماعي ولحمته الوطنية مما يوجب الوقف الفوري لحملات التخوين والتشكيك المتبادلة بين الطرفين وإعلاء مصلحة الوطن فوق أي مصلحة أخرى وإذا توافرت الإرادة السياسية والنوايا الصادقة فلن يقف أي ملف في وجه المصالحة الفلسطينية وستكون انتصارا للشعب ولتطلعاته في التحرير والعودة.