13 نوفمبر 2025
تسجيلمنَ السابقِ لأوانِـهِ، الحديثُ عن النتائجِ الإيجابيةِ الـمُتَوَقَّعَةِ لـمونديالِ اليدِ على بلادِنا، لكن من الواجبِ علينا الـمتابعةُ الدقيقةُ لأصداءِ نجاحِهِ، تنظيماً وإعداداً وتنفيذاً، في الصحفِ وأجهزةِ الإعلامِ ووسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، لأنَّ هذا هو إحدى السُّبُلِ لاستشرافِ الـمستقبلِ التي ستُساعدُنا في الإعدادِ لـمونديالِ القدمِ 2022م، والانتقالِ التدريجيِّ نحو تحقيقِ الرؤيةِ الوطنية لسنةِ 2030م وما بعدها.حديثنا ليس عن النهضةِ الرياضيةِ فقط، ولكنه يمتد إلى جوانبَ كثيرةٍ، كالسياسةِ والاقتصادِ والتعليم والتنميةِ الاجتماعية، التي سيكونُ لـمونديالِ اليدِ تأثيراتٌ فيها، في الـمَـدَيَـيْنِ القريبِ والـبعيدِ. ولنبدأ بالجانبِ السياسيِّ، وهنا، نتحدثُ عن مكانةِ الدولةِ وحضورِها في القواعدِ الشعبيةِ الكبيرةِ للشعوبِ العربيةِ وغيرِ العربيةِ.عند الرجوعِ إلى الـمواقعِ الرسميةِ للأحزابِ والتنظيماتِ السياسيةِ، ولصفحاتِ الفيس بوك الكبيرة في وطنِـنا العربيِّ، نلاحظُ تغيُّراً في خطابِـها بشأنِ بلادِنا، قيادةً وشعباً، ليصبحَ أكثرَ واقعيةً واتِّزاناً، وينخفضَ التَّحامُلُ علينا إلى حدودِهِ الدنيا، وكان ذلك عندما قرأ القائمونَ عليها والأشقاءُ العربُ، وشاهدوا من خلالِ التلفزةِ، ما يعكسُ حقيقَـتَنا كدولةٍ تحترمُ إنسانَها الـمواطنَ وأشقاءَهُ العربَ والـمسلمينَ وأخوتَـهُ في الإنسانيةِ الـمقيمين في بلادِنا والذين يُسهمونَ في إعمارِها ونهضتِها.ولَفَتَ نظري الاهتمامُ الكبيرُ بسموِّ الأميرِ الـمفدى عند حضورِهِ بعضَ الـمُبارياتِ لـمنتخبِنا الوطنيِّ ومنتخَبَيِّ تونسَ ومصرَ بخاصةٍ، وكيف عُنِـيَتِ التحليلاتُ بالـمشاعرِ العفويةِ الصادقةِ لسموِّهِ، فرحاً أو حزناً، بعد كلِّ مباراةٍ. فشخصُ سموِّهِ كان رافعةً ضخمةً لبلادِنا في أوساطِ الشعوبِ العربيةِ وقواها السياسيةِ الـمُشاركةِ في الحكوماتِ أو التي في صفوفِ الـمعارضةِ. وهذا أمرٌ، كما أخبرني أخوةٌ من أنحاءَ عِـدَّةٍ في وطنِـنا العربيِّ، أسهمَ في نَـقْلِ قطرَ لتصبحَ جزءاً من وجدانِ الـمواطنِ العربيِّ. كم رائعٌ، لو اهتمتِ اللجنةُ العليا للمشاريعِ والإرثِ باستثمارِ نجاحاتِ مونديالِ اليدِ في التواصلِ البَـنَّاءِ والفاعلِ معَ القواعدِ الشعبيةِ الكبيرة عَـبْـرَ إقامةِ علاقاتٍ متينةٍ مع الأحزابِ والتنظيماتِ السياسيةِ الكبرى في وطنِـنا العربيِّ والعالمِ كجزءٍ من جهودِها في مجالِ العلاقاتِ العامةِ الدولية اللازمةِ للإعدادِ لـمونديالِ 2022م. و كم سيكون رائعاً لو عُنِـيَتْ بإعدادِ مجموعاتٍ من الشبابِ، من الجنسينِ، معرفياً وعلمياً وثقافةً سياسيةً، تُوكَلُ إليهم مهمةُ الـمُشاركةِ في الفيس بوك والتويتر لينقلوا عن بلادِنا الصورةَ الحقيقيةَ التي تؤكِّدُ أنها وطنُ الإنسانِ. كلمةٌ أخيرةٌ: تَقَـدُّمُ بلادِنا ونهضتُها بدآ بفكرةٍ ورؤيةٍ، ثم تَـجَـسَّـدا واقعاً بإلإرادةِ الصلبةِ للإنسانِ، قائداً ومسؤولاً ومواطناً، وكان مونديالُ اليدِ أحدُ وجوهِ ذلك.وسنناقشُ الحصادَ الاقتصاديَّ للمونديالِ في الـمقالِ اللاحقِ.