12 نوفمبر 2025

تسجيل

الدروس العشرة (3)

08 يناير 2018

صفحات التاريخ فيها دروس وعبر، وصاحب البصر والبصيرة والنظر والتأمل يدرك قيمة قراءة صفحات التاريخ والعبر والعظة من سجل المواقف والأحداث التي فيها، سواء للحاكم ومن يتحرك معه، والمحكوم بجميع الفئات، وكذلك للجماعة والأمة، وللمسلم وغير المسلم والإنسانية جمعاء، ومن لا يستفيد من مجريات حركة التاريخ وما فيه، يصبح عاهة وآفة ونكرة ونقاطا سوداء ولو وضع اسمه في سجله، ودروسه لا تنقطع ولا تنتهي، وكما قال ابن خلدون رحمه الله "إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق"، وقال العلامة الأديب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله "إننا أمة تجهل تاريخها"، وتتطاول وتشوّه تاريخها ممن يدعي أنه عالم أو صاحب شهادات أو مثقف أو مفكر أو سياسي مفلس، أو من يقول عن نفسه داعية وما هم كذلك، فمن دروس التاريخ:- الدرس الأول: من يتطاول بأي أسلوب ووسيلة على رجال التاريخ الذين سطروا لأمتنا تاريخاً ناصعاً ومشرقاً، هو إنسان تافه سقيم فيه اعوجاج وفاسد المزاج يحتاج إلى علاج، قليل المعرفة وعديم الأدب كائنا من كان، فكفَ عن هذا التطاول على حضارة أمتنا ورجالها، فمن أنت؟  الدرس الثاني: هناك من يدخل التاريخ من أجمل وأوسع أبوابه وأحلى سطوره، وأنبل مواقفه، وهناك من يدخل التاريخ وهو ملَوّث ويلوّث سطور التاريخ وصفحاته بل وحتى هوامشه، وما أكثرهم في يومنا هذا ويتزايدون يا للأسف فهل ندرك هذا؟! والله المستعان. الدرس الثالث: هناك دول تريد أن تبني لها مجداً وتاريخاً زائفاً قائماً على تخريب الدول بالمؤامرات والتنكيل بالشعوب وتكميم الأفواه ومصادرة جميع الحريات ونشر الفوضى، وعلى الدسائس والمكائد والفجور والقرصنة الإلكترونية المفبركة، هذا تاريخ الضباع، هذا إن كان للضباع تاريخ مشرّف! الدرس الرابع: هناك دول تقيم مجداً وعزاً وشرفاً وكرامة وحضارة وتنمية واستثماراً معنوياً ومادياً وعلمياً ونهضة وتاريخاً لها ولشعوبها ولو كانت صغيرة في مساحتها وسكانها بالسلام والمحبة والإنسانية والتعاون القائم على احترام السيادة وتبادل المصالح المشتركة ذات المنفعة دون التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة.  الدرس الخامس: التاريخ يُبين لنا السنن الكونية الربانية في صعود الدول والأمم وهبوطها، وقوتها وضعفها، ورشدها وتخبطها، فهل يعي ويُدرك من يقود الدول المعنى الحقيقي لهبوط دولة ما وضعفها وتخبطاتها؟ الدرس السادس: لا تناطحوا السنن الإلهية وتقولوا كما قال قوم عاد "من أشد منا قوة" حتى ولو كانت لكم قوة مادية واقتصادية وعسكرية وسياسية وأمنية ووحشية، فقد انتهت قصة قوم عاد بتطاولهم على السنن الإلهية، وستنتهي قصص الرويبضات والمرتزقة ومنتهكي حرمات الشعوب وآكلي ثرواتهم وخيراتهم في أمتنا والأمم الأخرى، فمزابل التاريخ العفنة ذات الرائحة الكريهة تنتظركم وإنا لمنتظرون! والتاريخ لن يرحمكم ولن نذكركم. الدرس السابع: نملة صنعت تاريخاً لأمتها النمل وخلدها القرآن الكريم بالحديث عنها، وهدهد طائر سجل كذلك القرآن العظيم مواقفه في هداية قوم وتوصيل رسالة الحق لهم. فمتى يعي الإنسان هذا التاريخ ويصنع له تاريخاً كما صنعت نملة وصنع هدهد؟ والله المستعان الدرس الثامن: ما أشبه الليلة بالبارحة، فما حدث بالأمس يحدث اليوم وغداً وبعد غدٍ، فحوادث ووقائع التاريخ متشابهة مع اختلاف الرجال والأماكن والمواقع. فكيف سنصنع تاريخنا حاضراً ومستقبلاً؟ وكيف ستذكرنا الأجيال؟.   الدرس التاسع: الركون إلى الظالمين والطغاة ومن على شاكلتهم ومسايرتهم في كل شيء والتصفيق لهم من أسوأ وأقبح صفحات التاريخ.  الدرس العاشر: اقرؤوا سير جميع الشخصيات على اختلاف مكانتهم وتخصصاتهم في الأمم والشعوب على مدار التاريخ، فلن تجد أبداً أبهى ولا أزهى سيرة وأنصع تاريخاً من سيرة وتاريخ ومواقف ومشاهد حية في كل شيء وعن أي شيء حتى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها إلاّ سيرة وتاريخ رسول الهدى والرحمة للعالمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.  "ومضة" درس بصيغة سؤال: هل نحسن دراسة أحداث ووقائع التاريخ بالشكل الصحيح حتى لا نكرر الأخطاء التاريخية التي وقعت؟ أم إننا...؟.