08 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فى مسيرتنا للإصلاح ، وفى طريقنا للتغيير الإيجابى ، نحن أشبه ما نكون بركاب سفينة تمخر عباب البحار تتقاذفها الأمواج وهى تتجه صوب شاطئ الأمان .وسفينة المجتمع لا تختلف عن سفينة البحار والمحيطات ، كلتاهما تحتاج إلى ربان ماهر ، وركاب حريصين على النجاة ، وكلاهما – الربان والركاب - متعلق بالله : "وإذا مسكم الضر فى البحر ضل من تدعون إلا إياه " الإسراء 67 .هذا الربان الماهر عبرت عنه السنة بالإمام العادل .وهؤلاء الركاب الحريصون على النجاة عبر عنهم القرآن بقوله : " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه" .وكل من يخالف مخالفة ، أو يرتكب محظورا ، أو يحطم قاعدة ، إنما يخرق خرقا فى سفينة المجتمع ، ويعرض الجميع لخطر الغرق . وفى حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا " .ومن المعلوم بداهة أن الذى يسرق ، والذى يزنى ، والذى يقطع الطريق ، والذى يشرب الخمر وما يلحق بها ، والذى يقتل النفس بغير حق ، والذى ينشر المخدرات ويروج لها ، والذى يشيع الفاحشة فى المجتمع ، هؤلاء جميعا إنما يخرقون خروقا فى سفينة المجتع .وكذلك الذين يقبلون الرشى ، ويأكلون المال المؤثم ، لقاء تقديم ذوى القربى والمعارف والمحاسيب فى الوظائف العامة ، والمصالح الحكومية ، ويوسدون الأمر إلى غير أهله دون مراعاة الأهلية وتقدير المواهب والمهارات ، هؤلاء يخرقون السفينة ، ويفوتون على المجتمع الاستفادة من الكفاءات ، فى حين يتصدر النفايات ،ومن هنا يجب الأخذ على أيدى كل من تتلوث يده بالمال الحرام ، ويجامل على حساب الصالح العام . والذين يهرفون بما لا يعرفون ، والذين ينشرون الأكاذيب ، ويروجون للإشاعات ، ويختلقون الإفك ، والذين يشهرون بالأبرياء ويلوثون سمعتهم بدون بينة ، دون تثبت أو ترو ، ومراجعة الأمر لدى أهله ، إنما يخرقون خروقا فى سفينة النجاة ، " وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا " . النساء 83 .والذين يسيئون الظن بالمسلمين ، والذين يأكلون لحوم إخوانهم بالغيبة ، والذين يفسدون العلاقات بين المسلمين بالنميمة إنما يخرقون خروقا فى سفينة المجتمع (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ " الحجرات 12 .والذين يفشون أسرار مجتمعاتهم ، وينشرونها على الملأ ، ويهدونها لعدوهم ، إنما يخرقون خروقا فى سفينة المجتمع . وقد روى مسلم أن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "أتى عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ألعب مع الغلمان، فسلّم علينا فبعثني إلى حاجة فأبطأت على أمي، فلما جئتُ قالت: ما حبسك؟، قلت: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجة، قالت: ما حاجته؟، قلت: إنها سر!!، قالت: لا تخبرنّ بسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدا، قال أنس لثابت بعد مرور زمان على الواقعة : والله لو حدثتُ به أحداً لحدثتك به يا ثابت ".أما الحريصون على نجاة السفينة ، فهم كل رابط الجأش ، مشيع للأمل ، مثبت لمن بجواره فى السفينة حتى تمر العاصفة ، دون أن يخرق خروقا فيها ، ودون أن تنال العواصف من أخلاقه ، أو تحركه من ثباته ، محذرا من قوله تعالى " فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا " النحل 94 .