05 نوفمبر 2025

تسجيل

تحولات في تجارة الديزل

08 يناير 2014

تعتبر منطقة الشرق الأوسط من أهم أسواق العالم التي تتميز بأنها تمتلك فائضاً من الديزل تقوم بتصديره إلى أسواق العالم، كون طاقة المصافي في هذه المنطقة تفوق حاجة الاستهلاك المحلي، وبالتالي تقوم بتصدير كميات كبيرة فائضة من المنتجات البترولية، ولكن في السنوات الأخيرة حدث تحوّل في منطقتنا يتمثل في ارتفاع الاستهلاك المحلي فيها، وبالتالي زيادة حجم الواردات إلى هذه المنطقة، والذي يأتي بالدرجة الأولى بسبب التوسع الصناعي والعمراني والسكاني في هذه المنطقة علاوة على استهلاك الكهرباء، خصوصا العراق والسعودية والإمارات، وفي المستقبل سوريا، وستظل هذه المنطقة تحتاج إلى ما يقارب 600 ألف برميل يومياً من 2020 مقابل 300 ألف برميل يومياً حالياً، وخلافا للأنماط السابقة فإن تجارة الديزل تشهد تناميا من منطقة الشرق الأوسط إلى إفريقيا عند 300 ألف برميل يومياً بعد عام 2020 من المستويات الحالية عند 200 ألف برميل يومياً، وترتفع واردات أوروبا من الديزل من الشرق الأوسط من المعدلات الحالية عند أقل من 50 ألف برميل يومياً إلى ما بين 100 – 200 خلال السنوات القادمة بدءاً من 2020، بينما تنخفض حصة مبيعات السوق الآسيوية مقارنة مع السابق مع استمرار التوسع في طاقة التكرير في آسيا، وتظل الواردات تتأرجح حول 200 ألف برميل يومياً ومن المعروف أن آسيا كانت دائما تمثل سوقا تقليدية لاستيعاب الفائض من منطقة الشرق الأوسط، ولكن مع موجة المصافي الجديدة الآسيوية فإن الفائض من الديزل لابد وأن يتم تصريفه إلى أسواق أخرى، المهم أن الأسواق الجديدة المستهدفة هي أوروبا، إفريقيا، وطبعا هذا يستلزم استهداف امتلاك قدرات تكسيرية وتحويلية عالية تكسب مرونة فائقة للمصافي، ويجعل الشركات النفطية ذات مكانة متميزة في السوق النفطية، تبرز هذه التطورات وبشكل واضح الحاجة في تسريع تنفيذ المشاريع المتعلقة بذلك، مثلاً في الكويت يأتي مشروعا الوقود البيئي والمصفاة الجديدة في هذا السياق، وأن أي تأخير يشكل تحديا لتسويق المنتجات بشكل أفضل في المستقبل في سوق تتسم بالتنافس الكبير والتميز فيه لمن يمتلك المرونة في إنتاج المواصفات المطلوبة.وفي هذا السياق، لابد من الإشارة إلى التحول في الولايات المتحدة الأمريكية والتي أصبحت سوقا مصدرة للديزل، وذلك بسبب وفرة النفط الصخري محليا والقدرة على تكريره وتحويله إلى منتجات ذات قيمة عالية في أسواق العالم المختلفة لتدعم عمليات وهوامش أرباح المصافي في السوق الأمريكية مقارنة مع أي مكان في العالم، وتقدر مبيعاتها من الديزل عند مليون برميل يومياً يتم تصريفها إلى أمريكا اللاتينية عند 700 ألف برميل يوميا، 300 ألف برميل يومياً إلى أوروبا، ولكن في المستقبل سيتم تصدير 100 برميل يومياً إلى السوق الإفريقية على حساب السوق الأوروبية وذلك بعد عام 2020، وهذا التحول جاء بعد أن كانت الولايات المتحدة الأمريكية سوقا مستوردة قبل عام 2010.رغم تناقص احتياجات آسيا من الديزل مع إضافة طاقات تكرير ذات قدرات تحويلية عالية، إلا أن هناك دولاً آسيوية ستظل تمثل أسواقا مهمة في سوق تصريف الديزل، ويأتي في مقدمتها إندونيسيا والتي تستورد قريبا من 250 ألف برميل يومياً، فيتنام والتي تشهد تنامياً في وارداتها لترتفع من المعدلات الحالية عند 100 ألف برميل في اتجاه 200 ألف برميل يومياً بحلول عام 2030، بنغلادش عند 100 ألف برميل يومياً، باكستان عند 50 ألف برميل يومياً، هذا وتشكل القدرة على تلبية احتياجات الأسواق العالمية بالمنتجات النفطية عالية الجودة، والمتوافقة مع الشروط والمتطلبات البيئية العالمية، الشرط الرئيسي للقدرة على التنافس في الأسواق المختلفة في المستقبل، حيث أصبحت مواصفات المنتجات البترولية أكثر تشددا لحماية البيئة، وهذا التوجه العالمي يقضي التخلص من المحتوى الكبريتي في نهاية المطاف، وفي هذا السياق فإن مواصفات الديزل المتداول في الأسواق الآسيوية بصفة عامة ستشهد تحولاً كبيراً، ولّما كان الديزل المتداول حاليا متنوعا من حيث نسبة الكبريت، منه ما يحتوي على نسبة متدنية من الكبريت عند 10، 50، و500 جزء في المليون وتماشيا مع الشروط البيئية، ولكن في المستقبل يتوقع بأن الديزل المتداول في التجارة العالمية بحلول عام 2020، في غالبه سيحتوي على نسبة الكبريت 10 أجزاء في المليون، ولذلك فإن المصافي التي لديها القدرة والمرونة الكافية لإنتاج هذه النوعية الخالية من الكبريت في منتجاتها من الديزل هي التي سيكون لتا السبق في كسب السوق والعميل والحصول على أفضل الأسعار في الأسواق المختلفة. وتجدر الإشارة إلى إن من أهم البلدان النشطة في استيراد الديزل خارج أوروبا، وقد تمثل سوقا إستراتيجية للبلدان الخليجية شريطة أن يتم تطوير التزامات تعاقدية على أساس شراكات حقيقية تمثل فرصا تجارية واعدة، مرتبطة بالقدرة على الوفاء بالمواصفات المطلوبة للديزل، هي البلدان الآتية، وحجم الواردات في عام 2013: البرازيل (220 ألف برميل يوميا)، المكسيك (140 ألف برميل يومياً)، أستراليا (150 ألف برميل يوميا)، الفلبين (60 ألف برميل يوميا)، مصر (80 ألف برميل يوميا)، جنوب إفريقيا (50 ألف برميل يوميا).من جهة أخرى، تستورد أوروبا ما يقارب 500 ألف برميل يومياً من الديزل في عام 2013 (بعد طرح إجمالي الصادرات)، ومن المتوقع أن ترتفع لتصل إلى 700 ألف برميل يوميا من عام 2015، ومن أكبر المستوردين في أوروبا على التوالي: فرنسا، هولندا، ألمانيا، بريطانيا، إسبانيا، تركيا، وبلجيكا. وقد شكّل استهلاك المشتقات الوسيطة (زيت الغاز والديزل ووقود الطائرات) ما يقارب %40 من إجمالي الطلب العالمي من النفط في 2012، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة في المستقبل تماشيا مع استمرار خطط الاستثمار في بناء المصافي الجديدة، علاوة على رفع القدرات التحويلية والتي تهدف إلى زيادة إنتاج المشتقات الوسيطة للإيفاء باحتياجات الطلب.