06 نوفمبر 2025
تسجيلالمقارنات فيما عند الآخرين في أمور الدنيا يرتد على صاحبه بآثار سلبية، فكم في المقارنات من سخط وحزن!. وكم فيها من تشكٍّ وتذمر!. وكم فيها من إحباط وتململ!. وكم فيها من حسد يأكل حياته!. وكم فيها من نار تشتعل!. وكم فيها من تطلع إلى ما لا يقدر عليه!. وكم فيها من هموم تأتي عليه من هنا وهناك لا راحة ولا سكينة هذا وصل وأنا ما زلت.. هذا عنده وأنا ليس عندي!. وكم فيها من ضياع في متابعة منصات التواصل الاجتماعي خاصة مواقع المشاهير- أدعياء الشهرة-!. وكم فيها أوجاع تؤلم!. وكم فيها من غفلة وسوء أدب!. قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله «إنما يراد من صحبة الأخيار إصلاح الأعمال والأحوال والاقتداء بهم في ذلك، والانتقال من الغفلة إلى اليقظة». ويأتينا التوجيه والإرشاد النبوي الكريم من معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله». حديث شريف نحتاج أن نقف عنده كثيراً، ونجري معه في واقع حياتنا بصورة عملية، ويحمل لنا الكثير من معالي الأمور والابتعاد عن سفاسف الدنيا التي توجع القلب وتشتت الذهن، وتصارع لا منتهى له مع النفس وقد يكون مع الغير، ونسيان المقارنات التي لا فائدة منها ولا نتيجة. ففيه من الأدب الراقي.. وراحة البال.. والطمأنينة ومقام الشكر العملي.. وهناءة العيش، وباب من أبواب العافية.. وتعظيم إلى ما عندك من نعمٍ لا تحصى ولا تعد.. ويعلّمنا التواضع وضبط النفس بالتعلق والتطلع إلى ما عند الآخرين فأنا وأنتَ وأنتِ والجميع في خير ونعم وأمن وأمان، ألا أوقفنا من حياتنا هذه المقارنات!. وأما في أمور الخير والأخلاق والقيم والدين فانظر إلى من هو فوقك لتحمل النفس على فعل الخير، والازدياد من الطاعات فهذا هو الذي يبقى لك. قال قتادة رحمه الله «إنا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس إلا مثله وشكله، فصاحبوا الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم». أهل الحق والدرب القويم في مساحات الحياة!. فتشبّهوا إن لم تكُونوا مثلَهم إنَّ التشَبّه بالكرامِ فَلاحُ «ومضة» كفانا مقارنات!. تريد الراحة ((فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ))!.