17 نوفمبر 2025

تسجيل

"العربي والريان.. تَقييمٌ من زاويةٍ أخرى"

07 ديسمبر 2013

كانت مباراة العربي والريان، أمس الأول، لقاءَ قمةٍ بين فريقين ذوي جمهورين كبيرين في بلادنا، ولكنها خَـلَتْ من الحضور الجماهيريّ الـمُعتادِ في أمثالها. الأمر الذي يعكس الانحراف الكبير في مؤشر العلاقة بين الجماهير وأنديتها، ومن خلاله نستطيع القول أنَّ الفوز بمباراة أو خسارتها لن يكونا المقياس الذي نحكم به على المستوى الفني للفرق، لأنَّ المشكلةَ تفاقمتْ وبلغت حداً سينعكسُ بصورة بالغةِ السوء على كرتنا القطرية. لا ننتقد بهدف التركيز على الأخطاء وإبراز مواضع الخلل، إدارياً وفنياً، وإنما بهدف الإصلاح وتَسريعِ وتيرته. فلا ينبغي السماح بانهيار الأندية ذات الجماهير الكبيرة، ومنها العربي والريان، ويجب تكرار الحديث عنها بقسوةٍ، لأنها أنديةٌ رافدةٌ للمنتخبات باللاعبين رفيعيِّ المستوى، وجاذبةٌ للحضور الجماهيري. وإذا استمر مسلسل التخبط الإداري، والتراجع الفني في أدائها، فإنَّ منتخباتنا ستعاني طويلاً، وستكون ملاعبنا مستقبلاً ساحاتٍ تتنافس فيها فرق الأندية ويقتصر الحضور على الطواقم الإدارية والفنية لها وأعضاء روابط المشجعين مدفوعي الأجر الذين سيحققون أرباحاً جيدة في ظل التراكض لاجتذابهم حينها. أنديتنا تعاني من قصورٍ في أداء إداراتها لـمَـهامِـها، والأسبابُ معروفةٌ، والحلولُ مُتاحةٌ، إلا أنَّ معظمنا يدورون حولها، ويشيرون إلى جوانبَ منها، ويتناسونها في غَـمْـرَةِ الفوز بمباراةٍ أو خسارتها. والغريبُ أنَّ أحداً لا يَطَّـلِـعُ على التجارب الإدارية الناجحة في بعض أنديتنا، ولا يشير إلى نتائجها التي انعكست إيجاباً على مستويات فِـرَقِـها. ونلاحظ هنا ارتفاعَ نبرةِ التعصبِ للنادي التي لا تعدو كونها غطاءً للفشل في التفاعل الـمُثمر والاستفادة من تلك التجارب. نباركُ للعربي فوزه، ونقولُ للريان إنَّ خسارتَـهُ حظٌّ سيءٌ نتمنى زواله، ونؤكدُ أنَّ الفوز والخسارة في مباراتِهما ليسا الحَـدَثَ، فالحَـدَثُ في مكانٍ آخر هو قلوب الجماهير التي تتردد فيها أصداء آلام مسلسل تراجع مستويات أنديتنا ولن يشفيها فوزٌ أو خسارةٌ في مباراة.