09 نوفمبر 2025
تسجيللقد منَّ الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام وجعلهم إخوة وأمرهم بالاعتصام بحبل الله وأن قوتهم في وحدتهم، ولذا حملوا رسالة الإنسانية وشرفهم الله بالقيادة ونالوا احترام الأمم لأنهم أصحاب الرسالة، ففي الوقت الذي ندعو فيه لوحدة الأمة الإسلامية تحت أخوة الإسلام نرى من يدعو لتفتيت هذه الأمة تحت مسميات قبلية وعرقية وطائفية في الوقت الذي تجاوز العالم هذه المرحلة، هذه الولايات المتحدة مختلفة الأعراق والألوان تشكل دولة عظمى ويرأسها رجل أصوله إفريقية، وهذه أوروبا تتجسد وتسعى لتوحيد كل شيء وتجاوزت الحروب الماضية والصراعات وأخطرها الحربان العالميتان الأولى والثانية، وهذه الهند فيها السيخ والبوذيون والهندوس والمسلمون وغيرهم من الأعراق واللغات دولة واحدة، وهذه إسرائيل جمعتهم ديانة واحدة أصولهم بولندية وبريطانية وهولندية ومصرية ومغربية ويمنية وروسية وغيرها ولكنهم في الأخير إسرائيليون لا يتحدثون عن أصولهم الماضية، العالم كله يسير نحو الائتلاف ونحن نقسم السودان ونريد تجزئته، وجزأنا العراق أقاليم وطوائف وأضعناه وهناك دعوات في ليبيا للأسف. وها هي فئات في اليمن تريد الوصول إلى السلطة تحت مسمى الانفصال لتحكم، وأهل اليمن أسرة واحدة وإخوة وأنساب ودينهم واحد ولغتهم واحدة فماذا دهاهم لذلك، يتحدث البعض عن احتلال أو غيره وهو لا يليق بأناس لهم تاريخ في البلاد أن يعاقبوا شعوبهم لممارسات خاطئة من أفراد إن تحدثنا عن مصادرة أراضي وغيرها، فذاك ليس بجديد فقد صادر الحزب الاشتراكي بيوت وممتلكات، واستولوا على بيوت وسكنوها وهم يعرفون ذلك وشردوا أناساً خرجوا هاربين وكانوا أغنياء تحت مسمى التأميم وغيره، وهناك ضحايا وأذكر منهم الحاج عبده حسين الأدهل الذي مات ولم يسترجع عماراته ومحلاته وبيوته وغيره كثير. فهل نعاقب الأبرياء. إننا إخوة وأبناء بلد واحد والممارسات الخاطئة موجودة في تعز والحديدة والمحويت وحجة وحضرموت وغيرها، فلا يجوز أن نزرع ثقافة لن يدفع ثمنها سوى الأبرياء، اليوم اليمن وبالذات عدن وغيرها فيها قوى متعددة من الفئات التي لها ثارات تاريخية وستتصارع فيما بينها حتما، ولا شك.. أضف إلى أن العلاقات بين ما يسمى شمال أو جنوب ستكون حروباً على الحدود تأكل الأخضر واليابس.. كانت الوحدة أمل الجميع وإنجازاً وإن كانت هناك ممارسات خاطئة من البعض لكونهم توحدوا لمصالح وليس لأخوة إسلامية، وعندما كان المهندس حيدر أبوبكر العطاس رئيساً للوزراء كان يحظى بحب واحترام الجميع وله مكانته والناس تنظر إليه كقائد ومسؤول يخدم البلاد دون النظر إلى المستوى الأقل وهو الانتماء المناطقي أو غيره، كانت فئات الشعب لا تنظر إلى شيء اسمه شمال أو جنوب، وكان السيد عبدالرحمن الجفري تربطه علاقة مودة ومحبة مع الجميع.. وأما مماحكات وصراعات الساسة فلا ذنب ولا خطأ فيها للشعوب المسكينة المغلوبة على أمرها، والأستاذ عبدالرحمن الجفري عانى من الحكم السابق وأحرقت مباني الرابطة وفي قتل الأولاد المكاوي بكريتر ثم إلقاء أحد أقربائه من أعلى المسجد وشوه بطريقة بشعة، وعوملت الرابطة وقادتهم معاملة تتنافى مع مبادئ الإنسانية واتهموا قادتها بولائهم وتاريخهم وهو يعرف ذلك، وأخوه محمد علي كان يشكو ومحمد سالم باوزير وشيخان فماذا حصل اليوم؟ أرجو من الأستاذ الجفري والمهندس حيدر أبوبكر العطاس وهم أناس نحترمهم ونقدرهم أن يختموا تاريخهم بوحدة الأمة وجمع الشكل والمحبة على منهج محمد بن عبدالله الذي ألغى العرقية واللون، وجعل التقوى هي المقياس فالقرآن والسنة وتاريخنا يدعوان لذلك. أذكّر بعض دعاة الانفصال والحراك بتاريخ سيف الدين المملوكي قطز الذي وحد المسلمين ضد التتار وقبله صلاح الدين الكردي الذي نصر الله به الأمة، وأقول لهم نحن أمة واحدة، وقوة المسلمين بوحدتهم لا بغيرها، وألا نمكن أعداءنا من تمزيق الصفوف وتحقيق مآربهم في ذلك.. قوتنا بالمشاريع الحضارية، نريد توحيد الأمة كلها ولا قيمة لنا ولا دور إلا بالإسلام، يا إخواننا لا نريد أن نعود لحرب البسوس وداحس والغبراء والتاريخ الأسود في الجاهلية، الإسلام والقرآن ومحمد بن عبدالله ذلك تاريخنا ومنهجنا، العالم ينظر إلينا بذلك، وأذكّر السادة الأفاضل الجفري والعطاس بدعوة أجدادهم في إندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وإفريقيا ونشرهم للإسلام، وكفى تجارب اليسار والقوميات والعرقيات (إنما المؤمنون إخوة) لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر). هذه هي ملامح الحوار الوطني والدستور يا قادة اليمن، فلا تتخلوا عن وسام رسول الله لكم "الإيمان يماني والحكمة يمانية".