15 نوفمبر 2025

تسجيل

خطاب سمو الأمير خارطة طريق

07 نوفمبر 2019

خطاب شامل وواضح، يرسم لنا أبجديات السياسة والاستراتيجية القطرية، ويشير الى مبادئ قطر الثابتة التي لا تتغير، ويضع كذلك الحلول لكافة القضايا والأزمات التي تعصف بالأمتين العربية والإسلامية، بجانب مجمل قضايا الساعة التي يشهدها العالم أجمع اليوم، كما يشير من ناحية أخرى إلى الصراحة التي عهدناها من سموه في مثل هذه الخطابات التاريخية التي تؤكد أهمية الإصلاح ومواكبة التحديات ومعالجة الازمات بكل شفافية. ◄ نعم هكذا كان: خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في مجلس الشورى قبل يومين، حيث لم يترك نقطة تهم الشأنين المحلي والخارجي إلا وعالجها ووضع الأطر العلاجية لها بنظرة بعيدة المدى تقوم على بناء الانسان القطري والاستثمار فيه أولا، وثانيا بناء اقتصاد قوي ومتين لقطر الغد، مع مواجهة الازمات المختلقة التي تواجهها قطر اليوم والتعامل معها عن طريق إيجاد الحلول الناجعة التي تمكننا من التغلب عليها في نهاية المطاف، بل ان الازمة الأخيرة قوتنا وجعلتنا أفضل بكثير من الدول التي تآمرت على قطر وغدرت بها في مؤامرة دبرت بليل. ◄ وخطاب سموه: يؤكد من ناحية أخرى حرص القيادة القطرية على انها كانت وما زالت مع الحق أينما وجد، فالمجتمعات العربية التي تعاني الاضطهاد وغياب العدالة الاجتماعية وابسط مبادئ الحريات وهضم الحقوق كلها جوانب سلبية عصفت بالأمة وتتعارض مع عدم توفير الجو الآمن للشعوب في ظل وجود أنظمة متغطرسة تتمتع بممارسة الإرهاب والديكتاتورية ضد شعوبها دون وجه حق. فالقضية الفلسطينية كانت حاضرة في الخطاب السامي، والتآمر على بعض الدول العربية لم يكن غائبا أيضا كالحرب على اليمن والثورة السورية والقضية الليبية وبقية البلدان التي تجتاحها الحروب والأزمات التي ارهقت هذه الدول دون جدوى. ◄ وهذه المعاني السامية: في الخطاب الشامل والراسخ جعلت اغلب المغردين عبر شبكات التواصل الاجتماعي يتفاعلون معه بكل مصداقية، فعلقوا على عباراته الجميلة وأثنوا على طريقة التوجه في لغة الخطاب التي ترسم لنا وجهة نظر صادقة برؤى مدروسة وهادئة، خاصة ان قطر واجهت الأزمة الخليجية المفتعلة منذ 2017 بكل صمود وبسالة من خلال تماسك القطريين مع حكومتهم، مواطنين ومقيمين، وهو العامل الذي زرع الثقة في النفوس وجعل من قطر – هذه الدولة الصغيرة في حجمها – تتفوق على الكبار بفضل ايماننا بأننا أصحاب قضية، فانتصرنا عليهم بل أصبح اقتصادنا اليوم هو الأقوى عربيا كما تظهر الأرقام والاحصائيات. ◄ كلمة أخيرة: الخطاب كان بمثابة رسالة إنسانية للعالم أجمع، وبقدر ما كان يركز على الشأن المحلي والإنجازات التي تحققت خلال الفترة المنصرمة، الا ان سمو الأمير كان مهتما بشجون وهموم شعوبنا العربية الأخرى التي تستحق من سموه الدعم الكامل والوقوف معها في الشدائد والنوائب حتى في أحلك الظروف، وهذا هو عهدنا بك يا "أبوحمد". [email protected]