06 نوفمبر 2025
تسجيليطرح الكثير منا عدة أسئلة تتمحور كلها في موضوع واحد وهو (ما أسباب كثرة الطلاق عندنا)؟ الجواب ليس سهلا كما نتصور وأنه بإمكاننا حله بطرح بعض الحلول في ندوة على التلفزيون أو في تويتر أو وسائل التواصل الاجتماعي أو في النت. الحلول موجودة بإذن الله، وإن وجد بعض الصعوبات لحلها، ولكن بتكاتف الجهود من جهات الاختصاص المرتبطة بالزواج والأسرة، نستطيع أن نتغلب على أكثرها. وأهم هذه الحلول الرجوع إلى الله وتطبيق شريعته في قضايا الزواج والأسرة. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. تعريف الزواج (عقد القران) شركة تتكون بين طرفين (ذكر وأنثى) وعليها شهود حسب شريعة الله وسنة نبيه، ولكل طرف حقوق وواجبات وعليه حقوق وواجبات يجب تنفيذها أو تختل هذه الشركة، ولابد من بعض التنازلات والأخذ بالأصلح وتغليب جانب الخير وحسن الظن واحترام الآخر. قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم:21. والزواج سبب للرزق، قال صلى الله عليه وسلم (ثلاثة حق على الله عونهم وذكر الناكح الذي يريد العفاف). وقال صلى الله عليه وسلم (اتقوا الله في النساء، فإنهن عوان عندكم، أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف) رواه مسلم. وفي حق الزوج قال صلى الله عليه وسلم (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح) متفق عليه، والأحاديث في ذلك كثيرة. وكلنا نعلم أن أبغض الحلال عند الله الطلاق، وجعل الله ورسوله حلولا أولية وأساسية وذلك قبل الطلاق. فالزواج لا يحتاج بيوتًا واسعة ولا أثاثا فاخرًا، ولكن يحتاج نفوسًا طيبة وحسن معاشرة، وأساس البيوت المرأة الصالحة. ولكن لنرجع لماضي والدينا وأجدادنا قليلا: الزواج كان في وقتهم إكمالا للدين وواجباً من واجباته. ويتزوج الرجل المرأة الصالحة حسب سمعتها وسمعة أهلها. ويزوجون الرجل لصلاحه وسمعته الطيبة. وكان لا يهم الرجل هل الزوجة جميلة أو لا، ولا يهم المرأة هل الرجل جميل وغني وذو منصب. والمظاهر أمر يعتبر منبوذا عند المجتمع. كان الزواج بسيطًا وسهلا ولذلك كان مبروكاً. كانت الزوجة همها الأول والأخير خدمة زوجها طاعة لله ولرسوله. وكان الزوج يراعي زوجته ويقوم على حاجات أهله، وإذا فكر أحد أن يطلق وهو نادر، قامت عليه قيامة أهله كأنه ارتكب جريمة، وكذلك والدا الزوجة يقومون عليها إذا بنتهم طلبت الطلاق كأنها ارتكبت جريمة. ووالد الزوجة إذا رأى ابنته جلست عنده أياما وسألها وقالت زوجي لا يحترمني أو لا يحبني أو أو، أخذها بيدها وأرجعها لبيت زوجها مع وصية لبنته بعدم ترك بيتها مرة أخرى. فهنا نجد تكاتفا دينيا وأسريا ومجتمعيا في مسائل الزواج والأسرة. طيب ما هي الحلول: وهذا رأيي أنا أولا يجب أن يكون هناك دورة ما قبل الزواج للزوجين، تسمى الدورة مثلا (أكمل دينك). هذه الدورة يجب أن تكون ملزمة وحضورها إلزاميا لكلا الطرفين وشرطا للحصول على وثيقة الزواج. هذه الدورة يجب أن تخطط بشكلٍ سليم وتشمل جميع القطاعات الحكومية والخاصة المشتركة في أمور الزواج والأسرة، ويخصص لها باحثون قطريون متمكنون في علوم كثيرة منها على سبيل المثال: العلم الشرعي (من منظور الشرع فيما يخص الزواج والمهور وعقد الزواج والشروط المجحفة والبذخ وعدم الاقتراض من البنوك وحقوق الزوج والزوجة والأولاد والوالدين إلخ). علم الاجتماع، علم النفس، علم الأسرة، محلل مالي مختص في الميزانية والقروض (يعطي دروسا في كيفية وضع ميزانية للزواج والإنفاق الأسري والبذخ والقروض البنكية ومشاكلها)، متخصص من محكمة الأسرة (لشرح الجوانب الشرعية والقانونية لكل طرف، عبر دروس من حالات الطلاق وأسبابها، وشرح لعقد الزواج والشروط وما يترتب على عدم تنفيذها إذا لم تكن مجحفة إلخ). متخصص من مؤسسة حمد الطبية في مجال طب الأسرة، لشرح الجوانب الطبية لحديثي الزواج والحمل والرضاعة إلخ. ويمكن أن يضاف مواد أخرى تثري هذه الدورة. ويتم التعاون مع بعض متعهدي الحفلات والمطاعم والفنادق وخطوط الطيران المستعدين لتقديم أسعار مخفضة جدا وخصومات للمقبلين على الزواج. ويتم دعم هؤلاء المشاركين (متعهدي الحفلات والمطاعم والفنادق وغيرهم) التشجيع على الزواج الجماعي ويكون هناك حوافز لمن يشارك في هذا الزواج سواء ماليا أو تخفيضات ودعوة مسؤولين في الدولة لحضورها مساندة لهؤلاء المشاركين في الزواج الجماعي وهذا بحد ذاته يخفف من أعباء وتكاليف الزواج. وفي نهاية الدورة يكون هناك اختبار وتعطى شهادة لمن يتجاوز هذه الدورة.