07 نوفمبر 2025
تسجيليحتفل العالم في العاشر من شهر ديسمبر كل عام باليوم العالمي لحقوق الانسان، والتي نالت اهتمام عدد كبير من الباحثين والفلاسفة الأوروبيين، وخاصة في الحضارتين اليونانية والرومانية. 1 — الحضارة اليونانية: هذه الحضارة كانت متقدمة؛ إلا أنها لم تعترف بالحقوق السياسية لأن المجتمع اليوناني كان مبنياً على الطبقية والسلطة والقوة والعنف، وحقوق الإنسان كانت منتهكة، وكان الرق شائعاً بينهم وكان سكانها مقسمين إلى ثلاث طبقات: 1 — طبقة الأشراف، وكانوا فرساناً وهم أركان الجيوش ومنهم الحكام والقضاة والكهنة. 2 — طبقة أصحاب المهن، وقد اعترف لهم بحقوق المواطنة. 3 — طبقة الفلاحين والفقراء: وهي الطبقة المحرومة من كل شيء، وكانت تزداد فقراً حتى وصل الأمر بطبقة الأشراف والطبقة الوسطى أن تبيع هؤلاء نتيجة لعدم قدرتهم على دفع ديونهم، وفي أواخر القرن السادس قبل الميلاد صدر قانون (صولون) بإصلاحات، حيث قسم السكان إلى أربع طبقات بدلاً من ثلاث على أساس الثروة، فبموجب هذا القانون الذي صدر عام 594 ق. م، منح الشعب حق المشاركة في السلطة التشريعية عن طريق مجلس الشعب، كما جعل القانون للشعب حقاً في المساهمة بانتخاب قضاته، ثم قام أحد الحكام وهو (أكون) فألغى الاسترقاق القائم على أساس الدين، وحرر الفلاحين المدينين، وفي عام 507 ق.م، أنشأ الحاكم (كلستينز) حكومة ديمقراطية، وبدأ عهد الانتخابات بالقرعة، وازدهرت الديمقراطية اليونانية لفترة من الزمن، فعرفت اليونان مؤسسات دستورية مثل؛ مجلس "البولي"، ومجلس "الأكليزيا" ويمكن القول بان هذه المؤسسات الدستورية سقطت بعد إعدام سقراط.. إن إعدام سقراط على يد السفسطائيين، يُعد نموذجاً للكفاح بين الأحرار والمستبدين، وقد لخص أمير الشعراء "أحمد شوقي" هذا الكفاح في الأبيات التالية: لَــــم يُــخــلِ مِـــن أَهـــلِ الـحَـقـيقَةِ جــيـلا إِنَّ الَّــــــذي خَـــلَـــقَ الــحَـقـيـقَـةَ عَــلــقَـمـاً قُــــتِـــلَ الـــغَـــرامُ كَــــــم ِاِســتَــبــاحَ قَــتــيــلا وَلَــــرُبَّـــمـــا قَـــــتَـــــلَ الغَــرامُ رِجـالَها عِــــنــــدَ الــــسَــــوادِ ضَغــائِنــاً وَذُحــولا أَوَكُـــلُّ مَـــن حــامـى عَـــنِ الــحَـقِّ اِقـتَـنـى شَـــفَــتَــي مُــــحِـــبٍّ يَــشــتَــهـي الــتَــقـبـيـلا سُــقــراطُ أَعــطــى الــكَــأسَ وَهـــيَ مَـنِـيَّـةٌ فَـأَبــــى وَآثَــرَ أَن يَــمــــوتَ نَبـيــلا عَــرَضــوا الــحَـيـاةَ عَــلَـيـهِ وَهــــيَ غَــبــاوَةٌ وَوَجَدتُ شُجعـانَ الــعُــقــولِ قَــلــيـلا إِنَّ الشَجاعَـةَ فـي القُلـوبِ كَــثــيـرَةٌ