08 نوفمبر 2025
تسجيلاليمن العربي يشهد زلازل متعدة اقتصادية وسياسية وأمنية واجتماعية والأصابع على الزناد، سحب الحرب الأهلية تغطي أجواء اليمن على امتداد مساحته، طبعا الكل يتحاشى وقوعها لكنها في مثل هذه الأجواء المشحونة قد تدفع بالناس إلى أتون الحرب الأهلية، كل هذا يجري على الساحة اليمنية والعرب عامة يتفرجون ودول الجوار الخليجي مابرحت تجتر مبادرتها سيئة الذكر. أقول المبادرة الخليجية الرابعة لم تعد مجدية بل أصبحت خارج نطاق الزمن المقرر لها أن تعيش، الشارع الثوري في اليمن يرفضها جملة وتفصيلا، والقبائل اليمنية ترفضها خاصة بعد إشهار السلاح على قبائل حاشد وغيرها من القبائل إلا من يقبض الثمن من هذا النظام المشهور بالمماطلة وهدر الزمن، كذلك الأحزاب والكوادر السياسية وجل علماء وفقهاء اليمن ورجال الجيش الأشاوس وبعض شرفاء الحزب الحاكم الواعين والحريصين على مستقبل اليمن قبل مستقبل مصالحهم، وغيرهم كثر يرفضون تلك المبادرة الخليجية بعد أن خدعوا من قبل الوسطاء. إن جمهور الشعب العربي خاصة في الخليج العربي يناشدون دول مجلس التعاون الخليجي برفع اليد عن هذا النظام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أحداث يوم الجمعة الماضي التي نتجت عنها محاولة اغتيال علي عبد الله صالح وعلى أثرها رحل إلى السعودية للعلاج جراء جراح بليغة يصحبه رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشورى أو البرلمان وغيرهما من القيادات المسؤولة. إنها الفرصة المواتية لموقف سعودي واضح بإجماع خليجي بتنحية عبد الله صالح وحكومته المريضة. إن الانتظار من قبل أطراف مجلس التعاون حتى يوجد البديل ذريعة الذين ليس لديهم فهم إستراتيجي ولا تشوف مستقبلي لتطورات لأحداث في اليمن. سقطت هذه الحجة الواهية " البحث عن بديل " بعد إصابة الرئيس ومعظم مساعديه بجراح بليغة، ولنفترض أنهم ماتوا فورا فمن سيكون البديل يا أهل الرأي أصحاب حجة " البديل ". إن الشعب والبحث عن رضاه والاستجابة لمطالبه السياسية هو البديل وليس غير ذلك. تأكدوا يا قادة مجلس التعاون بأن " تنظيم القاعدة " الذي يخوفكم به النظام القائم في صنعاء هو ذريعة لابتزازكم وابتزاز المجموعة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية لدعم النظام " إن التنظيم المخيف القاعدة " هو من تكوين النظام يستدعيه عندما يريد ويوجهه كيفما شاء فلا تصدقوا تلك الذريعة. إن تنظيم القاعدة إن كان هناك قاعدة عدوانية فإنها تعيش ويتسع نفوذها ويزداد أنصارها في بيئة الاستبداد والظلم وهدر كرامة الشعب. من أجل ذلك فلا بد من العمل على إجراء التغيير الفوري في اليمن من أجل استقرار أمن البحر الأحمر واليمن ودول مجلس التعاون. (2) قيل إن عبد الله صالح خول نائبه السيد عبده منصور هادي بإدارة شؤون الدولة في غياب السيد علي، والحق أن الذي يتولى إدارة الدولة وشؤونها الحربية ضد المعتصمين سلميا في كل مدن وقرى اليمن وكذلك الحرب ضد قبيلة حاشد هو ابن الرئيس وليس غيره، وإذا كان حقا نائب الرئيس السيد هادي هو الذي يدير شؤون الدولة ومؤسساتها فعليه أن يستجيب لرغبة الشعب كما فعل إخواننا في تونس عندما غادر بن علي البلاد. نائب الرئيس السيد عبده هادي عليه أن يجعل الأولوية لحماية اليمن بكل مقدراته من " عصبة أصحاب المصالح الشخصية " وأن يسارع في تشكيل مجلس انتقالي /هيئة انتقالية وطنية تتكون من الأحزاب السياسية وبعض من حكماء مشايخ القبائل الذين تهمهم مصلحة الوطن وبعض من العلماء المشهود لهم بالأمانة والإيثار على النفس وكذلك بعض من شباب الثورة الصامدين في الميادين في كل أرجاء اليمن الداعين إلى رحيل السيد علي عبد الله وحاشيته عن السلطة سلميا. (3) إني أتمنى للسيد علي عبد الله صالح ومساعديه المصابين الشفاء العاجل مما أصابهم من جراح وأتمنى لهم طول العمر بعد خروجهم من المستشفى والسلطة ليشهدوا كيف سيحلق اليمن في أجواء الأمن والرخاء والاستقرار والخروج باليمن العظيم من أزماته التي خلقها النظام على مدى 33 عاما استهلكت قواه واستنزفت خيراته وشوهت سمعته دوليا وعربيا من أجل سعادة حفنة من الأفراد. آخر القول: يا عرب الخليج العربي أنقذوا اليمن من شر مستطير، أعينوا شعبه لخلع نظام الاستبداد، أعينوه قبل أن تتفاقم الأمور فتكونوا من النادمين على تباطؤكم ومن الخاسرين لا سمح الله.