14 نوفمبر 2025

تسجيل

التغيير والتطوير

07 أبريل 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقول ليو تولستوي: "الجميع يفكرون في تغيير العالم لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه".لا أكون مبالغة إن قلت بأننا جمعيًا لدنيا القدرة على التغير بأن نحقق أمورًا عظيمة، فالتغيير الذي ندفع ثمنه مالًا وجهدًا ووقتًا نكون أول من يجني حصاده لينعم بثماره آخرون، ولا غنى عنه لمن عاش الفن بحس فكري وحياة مفعمة بالمتعة وإلا كان على الهامش بلا طموح، وهو ليس بالأمر السحري بل هو النتاج الطبيعي لاستمرار الحياة بحلوها ومرها وهو اختيار العباقرة.إن من يركب صهوة الإبداع واللحاق بالتغيير يكون مساهمًا بدور فعال وإيجابي في بناء الدولة العصرية ولا يكون إلا بثمرة الثقافة، يهضم الماضي بقدر ما يساير الحاضر والتخطيط للمستقبل نحو آفاق أوسع والتساؤل هنا عن دور الفنان القطري في الحراك العالمي نحو التغيير: أين موقعه؟ هل هو صانع حدث في إبراز القضايا الفكرية ومعالجاتها أم تسجيل وتقليد التراث أم ما زال يعمل على ضخ أفكاره وممارسة إبداعه علميًا بكل ما طرأ على الفن من المستجدات في الاتجاهات والأساليب؟ وهل حقق الإبداع؟كل هذه الأسئلة تحمل في طياتها القوة والتغير نحو تحديد اتجاه بوصلة الإبداع وتحقيق ما نريد وفق ما نريد.قد يقول قائل من أين نبدأ التغير؟ فتكون الإجابة بالتعلم والتطور وأنه لا يمكن أن نتصور أنفسنا في عزلة عما يدور في العالم من تجارب لمن سبقونا، فالتداول الحضاري ملك للجميع وليس حكرًا على أحد، فلا نكون بذلك متطفلين لأنهم بدؤوا بالتأثر من الشرق، وكما أنه رصيد بشري للجميع يمكن في الوقت نفسه الاستفادة بهضمها ولا يكون بنسخها فيكون لنا لوننا المحلي والمساهمة بخلق مجالات جديدة، فيها النبض والعطر الفواح الفريد لنتاج البيئة، وهذا يكون من خلال الوعي الفني والذي يجعلنا في حالة شبع، فنجود بدلًا من الاستجداء وإلا أصبحنا خارج خارطة الفن العالمي.إن الحضارات لا تبنى والأهداف لا تتحقق والنتائج لا تجنى إلا بالتغير الذي يبدأ بالنفس وعملية مسح وحذف للأفكار السلبية، فالأشجار تتخلص من أوراقها الميتة برياح التغير فتبدو متجددة، ولو أن الفنان يطبق قوانين معروفة من قبل فإنه ما جاء بجديد وصدى لمحفوظاته وكليشاته التي تنتهي بالشكل الميت.تميزك هو أن تكون قائدًا لا تابعا وبحضور قوي متشكلًا في تطوير أدواتك ومستمرًا في عطائك، وأنك عندما ترفع علم التغير حتمًا ستجد آخرين سيسيرون على نهجك. يقول د. على الحمادي: "لقد أثبت التاريخ أن الإنسان لا يمكن أن يقيم حضارة ما لم يغير من نفسه ثم يسير في طريق التغير حتى يغير من حوله، وعندها سيجني الشهد، وإن لم يفعل فما له غير العلقم الحنظل". فلا تغير من دون محاولة ورغبة فالألم والأمل يقودان إلى صناعة التجديد.